الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الإعلام الرسمي الفلسطيني.. منارة التحرر الوطني وسلاح استراتيجي

نشر بتاريخ: 2022-02-16 الساعة: 01:10

 

بنان برهم القدومي


تحدثنا في مقال سابق حول عقيدة الإعلام الرسمي الوطنية والثابتة، ونستهل هذا المقال بطرح السؤال، لماذا يتعرض الإعلام الرسمي الفلسطيني وبشكل دائم إلى التحريض عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية؟

ليس هناك أدنى شك أن الإعلام الرسمي يمارس دور المقاومة الإعلامية والنضال في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فهو يسلط الضوء دوما على قضايا الشعب كافة، خاصة جرائم الاحتلال بحقه وفضحها أمام العالم، وهو منبر أسر الشهداء والأسرى والجرحى وصوتهم العالي، والسد المنيع والجدار العالي أمام كافة المؤامرات والدعايات والأكاذيب التي تحاك ضد شعبنا وقضيته العادلة.

وليس هناك شك أيضا أنه أحد أقوى أدوات التحرر الوطني الفاعلة، ففي ظل وجود الماكينات الإعلامية الضخمة، خاصة الأميركية والإسرائيلية المعادية لأبناء شعبنا وقضيته، وبالرغم من فارق الإمكانات إلا أنه تمكن من مواجهة الإعلام العالمي المعادي وبقي صامدا أمام التحديات كافة.

فمنذ عقود وهو يواجه ويتحدى ويمر بسلام  وفي ظل المتغيرات الإقليمية والدولية وتأثيرها المباشر على القضية الفلسطينية، خاصة من الناحية الإعلامية تمكن من مواجهة الصعوبات كافة والتغلب على أكبر المنعطفات التاريخية صعوبة وخطورة، ومن ثم العبور  بالقضية الفلسطينية إلى العالم دون أضرار حيث إن العالم خاصة خلال العقدين الأخيرين مر بحوادث كبرى حرفت الأنظار عن قضيتنا، فكاد يضعها على ذيل ترتيب الأولويات. لكن بفضل الدور الذي يلعبه الإعلام الرسمي بقيت القضية الفلسطينية والاهتمام بها على رأس أولويات العالم شعوبا وحكومات، ولا ننسى كيف تمكن إعلامنا من الصمود أمام التحديات التي سببتها ثورات الربيع العربي أو فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أو في ظل انتشار جائحة كورونا خاصة في أشهرها الأولى وإلى يومنا هذا.

إن الإعلام الرسمي بكافة جنوده المجهولين يمارسون دور الجنود المقاتلين والثائرين من أجل عدالة قضيتنا وإحقاق الحق لأبناء شعبنا. 

ويواجه الإعلام الرسمي الحرب النفسية وكافة الحروب الإعلامية التي تشن على شعبنا وقضيته، وفعلا كان وما زال واقفا بالمرصاد لكافة المؤامرات التي تحاك ضدنا فهو وسيلة فضح الأكاذيب والافتراءات على أبناء شعبنا، وإثبات الحقيقة، وهو مدافع دائم عن قيمنا ونظامنا السياسي  ومبرر وحيد للموقف الفلسطيني، كما يلعب دورا متكاملا مع دور القيادة ممثلة بالرئيس محمود عباس من خلال مساهمته الفاعله في ممارسة دوره كجماعة ضغط على الساحة الدولية وتحريك الرأي العام العالمي، وهناك الكثير من الأمثلة التي تبرز مدى صمود الإعلام الرسمي أمام التحديات، ودفاعه المستميت عن أبناء شعبنا ومقدساته.

الإعلام الرسمي الذي تمثله الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ووكالة الأنباء الرسمية (وفا) وجريدة الحياة الجديدة، يلعب دورا في نشر الثقافه بكافة أشكالها ورفع مستوى الوعي النضالي ونشر ثقافة المقاومه ضد الاحتلال ومستوطنيه. لذا فإنه أداة من أدوات التحرر الوطني لا تقل أهمية عن الأدوات النضالية الأخرى لا بل يمكن القول إنه دون أداة الإعلام قد لا تكون هناك جدوى من استخدام الأدوات والأساليب الأخرى في النضال، ذلك لأن الإعلام الرسمي الفلسطيني هو مؤسس حقيقي في الرأي العام المحلي والدولي.

 إن الإعلام بشكل عام والإعلام الرسمي بشكل خاص ما هو إلا سلاح استراتيجي فاعل وقوي وذو نتائج ملموسة على الأرض  لذلك فهو من أكثر الأدوات التي يستهدفها الاحتلال، وهو هدف دائم تمارس ضده كافة أنواع الاعتداءات والتنكيل والتخريب وكذلك الأمر الاعتقال للمراسلين، وتصل هذه الاعتداءات إلى حد قتلهم والتحريض عليهم في وسائل الإعلام الإسرائيلي لا ينقطع فهو في وتيرة متصاعدة خشية من أدائه.

 يعمل الإعلام الرسمي الفلسطيني على نقيض نهج ورغبة الاحتلال وإرادته لأبناء شعبنا  فهو على النقيض دائما وهو حصانة اجتماعية وثقافية ونضالية وهو منبر الشعب الفلسطيني أينما وجد، ولسان قضيتنا ويمارس دور غرفة العمليات التي تقوم بالرصد والمتابعة والتوجيه والإرشاد لأبناء شعبنا فمن خلاله لم يسكت صوت الشعب الفلسطيني ولم تمسح هويته. 

الإعلام الرسمي الفلسطيني سبب في تماسك المجتمع وتوجيه البوصلة نحو القدس وتحرير الأرض والإنسان وهو جزء من صناعة الحلم، والسير قدما في مشروع التخلص من الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

  إن كل ما سبق ذكره وغيره الكثير مما لا يمكن حصره في مقال  جعل الإعلام الرسمي منارة التحرر وسلاحا فعالا في وجه الاحتلال،  لذا فهو دائما هدف للتنكيل به أو التحريض عليه في وسائل الإعلام الإسرائيلية وذلك بقدر ما له من دور في المقاومة الإعلامية والنضال الفلسطيني.

- (معتقل النقب) 26/1/2022

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024