الرئيسة/  مقالات وتحليلات

البشرى الجزائرية.. والمأزق الإسرائيلي.. وتيه التائهين

نشر بتاريخ: 2022-02-03 الساعة: 11:47

 

 يحيى رباح


النضال الفلسطيني يتصاعد ويكسب جولات جديدة، وذلك بفعل الوعي الحاسم للقيادة الفلسطينية، وحضورها كشريك مؤهل في كل مستويات القضية الفلسطينية، وأولها كشف الخداع الإسرائيلي وفضح المأزق المتضخم الإسرائيلي على يد هذا الائتلاف الحاكم في إسرائيل، الذي يقوده يائير لبيد ونفتالي بينت، الذي واجهه النضال الفلسطيني وتجذر الوحدة الوطنية الفلسطينية كقاعدة صلبة فشلت معها المشاريع الصهيونية الساقطة في الانفضاح والانكشافات، ورغم ادعاءات القيادة الإسرائيلية أنها تجاوزت كل المعايير، وأنه لا يقف في طريقها شيء، فهي تمارس الفصل العنصري، والتطهير العرقي، والجريمة العارية، دون أدنى انتباه من العالم أو حتى بعض العالم العربي الغارق في الرهانات الهشة التي تقوم كلها على التطبيع المجاني، ولكن الصبر الفلسطيني الجميل، والحضور الفلسطيني الكامل في كل تفاصيل المشهد، يثبت في كل لحظة أن الوهم الإسرائيلي دائماً كان قصير النفس، ومبنياً على أساسات لا مصداقية لها، وأن الرواية الإسرائيلية أكثر ما يكشفها ويظهر زيفها، هذا العداء الصهيوني المتعجرف والضعيف في آن واحد، ولقد ظهر ذلك جليا في مرحلتين هامتين في المسيرة الإسرائيلية، فكل التزمير والتطبيل الذي غرق فيه نتنياهو في ظل صفقة القرن التي ذهب إليها دونالد ترمب، ثبت أنه مجرد أكاذيب ملونة ليس إلا. فأين هو ترمب الآن؟ مهمل، وساقط يستجدي الرحمة حتى لا تفتح ملفات فضائحه في أميركا، وأين هو بنيامين نتنياهو؟ إنه يستجدي خصومه ألا يضغطوا عليه إلى حد الانتحار.
في الأيام الأخيرة، تلقى الشعب الفلسطيني بشرى كبيرة، صادرة من الجزائر، حول المصالحة الفلسطينية للخلاص من هذا الانقسام الفلسطيني الأسود، الذي شكل بقاؤه عاراً لكل إنسان فلسطيني، فقد قال وزير الخارجية الجزائري رمضان لعمامرة: "إن المشوار الفلسطيني قد انطلق، وإن الجزائر لها خبرة واسعة في لم الشمل الفلسطيني".
خافت إسرائيل، وتقلصت عنعناتها الكاذبة، بل هي موضوعياً اعترفت بعجزها الكامل حين هددت فلسطينيي النقب الأبطال، بأنها ستبني جدراناً تحول بينهم وبين أرضهم وبينهم وبين شعبهم، ولكنها هذه المرة ستكون جدرانا من الحديد.. وهل الحديد سيحميكم من الهزيمة المتحتمة التي تلاحقكم؟ ولكن المرتجفين أمام النضال الفلسطيني، والوحدة الوطنية الفلسطينية، يكشفهم الخوف إلى حد الجنون.
يومياتنا الفلسطينية مليئة بالمفاجآت التي تضيء الطريق، فقد أعلنت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل متورطة بشكل كامل بكل أشكال التمييز العنصري، والتطهير العرقي، وأن العالم الذي لا يتعامل مع هذه الحقيقة، سيجد نفسه مصنفاً في الطرف الآخر.
برنامجنا الفلسطيني الوطني متدفق، فنحن على وشك استقبال اجتماع المجلس المركزي، بدعوة كل الفصائل الفلسطينية، رد الفعل الأولي إيجابي للغاية، ولكن المشهد لا يخلو من اللاطمين على خدودهم، الذين يعتقدون أن إحداث أي سوء في المشهد الفلسطيني يثير الانتباه لهم ويظهرهم بأن لديهم ما يقولونه، لو كان هذا صحيحاً، فهل هناك فرصة أثمن من المجلس المركزي الذي ينوب عن المجلس الوطني في اتخاذ قرارات، فإن كان لهم ما يقولونه، فلماذا لا يرحبون ليقولوا رأيهم ويدافعوا عنه إن كانوا يستطيعون أن يوافقوا؟ بدلاً من ذلك، سارع البعض إلى إعلان المقاطعة، وسارع البعض الآخر إلى الادعاء بأن انعقاد المجلس المركزي يحتاج إلى توافق، وأنه يأتي ضد الوحدة الفلسطينية، هؤلاء لا جديد في صراخهم، دائماً كانوا هكذا، الشوك الذي يزرعونه في الحقل الفلسطيني المليء بالخير، ويا رب، اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
Yhya_rabahpress@yahoo.com

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024