الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد يوسف عبد الله سلطان

نشر بتاريخ: 2022-01-25 الساعة: 19:07

 

 عيسى عبد الحفيظ


الشهيد يوسف سلطان (أبو عبد الله) المرافق الشخصي للرئيس الراحل أبو عمار، من مواليد قرية أسدود عام 1946م، هاجرت عائلته عام النكبة وكان قطاع غزة هو الأقرب حيث استقر بهم المقام في مخيم الشاطئ.

أسوة بمن هم في عمره، التحق بمدرسة المخيم التابعة لوكالة الغوث الدولية حيث تلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي ولم تسعفه ظروف عائلته المادية الصعبة بإكمال دراسته فالتحق بالعمل ليساهم في تأمين سُبل الحياة للعائلة الكبيرة العدد فعمل نادلاً في فندق الأمل على شاطئ غزة.

غادر القطاع بعد حرب حزيران 1967م، والتحق مباشرة بحركة فتح حيث أتم عدة دورات عسكرية وساهم في عدة عمليات في العمق.

عمل مرافقاً للشهيد ممدوح صيدم في الساحة الأردنية وبقي معه حتى أحداث أيلول الأسود وبعد الخروج من الساحة الأردنية التحق بمجموعة المرافقين للشهيد ياسر عرفات.

ذهب إلى الجزائر بدورة عسكرية أمنية (دورة مرافقين) ثم استكمل تدريباته لحماية الشخصيات في الإتحاد السوفيتي وكوبا.

رافق الرئيس ياسر عرفات في زيارته للأمم المتحدة عام 1974م، حيث ذهب بطائرة الرئيس الراحل هواري بومدين من الجزائر. ولهذه الرحلة قصة يجب أن تروى. وصل أبو عمار إلى الجزائر وقابل الرئيس الراحل أبو مدين الذي قال له: هذه طائرتي أضعها تحت تصرفك فإن وصلت إلى الأمم المتحدة ستضع القضية الفلسطينية على أكبر منبر أممي وإذا لم تصل فستكون شهيد أعدل قضية عرفها العالم.

غادر أبو عمار قبل الساعة الخامسة فجراً وعلى الطريق المؤدي إلى مطار الجزائر (أصبح اسمه فيما بعد مطار هواري بومدين)، كانت سيارة تحمل لوحة دبلوماسية تقف على جانب الطريق، وبعد ساعة وفي نشرة أخبار لندن بالعربية أذاعت خبر مغادرة أبو عمار والوفد للجزائر في طريقه إلى الأمم المتحدة. كانت السيارة التي تنتظر على الطريق تابعة للسفارة البريطانية بالجزائر.

وصل أبو عمار وكان الشهيد أبو عبد الله سلطان يرافقه في تلك الرحلة وعندما نزلت الطائرة في نيويورك ترجل الجميع وهم يضعون على رؤوسهم الكوفية الفلسطينية المرقطة.

في السادس من حزيران عام 1979م، وعندما كان موكب الرئيس أبو عمار في طريقه من دمشق إلى بيروت وعند منعطف شتورا تعرض لحادث أدى استشهاده وتم تشييعه في موكب رسمي ودُفن في مقبرة الشهداء في بيروت.

فدائي لا يهاب الموت، مقدام في المعارك، صاحب شخصية مميزة. كان أبو عمار يعتمد في كثير من الأمور. ابن قضية عايشها صغيراً وشاباً حتى توفاه الأجل وقضى وهو يحلم بوطنه السليب.

رحم الله شهدائنا وأسكنهم فسيح جناته

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024