الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"فتح" تدخل عامها الـ 57

نشر بتاريخ: 2022-01-02 الساعة: 09:21

 

د. خالد جميل مسمار


ها نحن اليوم ندخل العام السابع والخمسين من عمر الثورة.. من عمر الانطلاقة التي فجّرتها حركة فتح في الفاتح من كانون الثاني يناير من عام 1965 .. فكل عام وشعبنا الفلسطيني/ الصامد المرابط/ داخل الوطن وخارجه بكل خير.
كان للهجرة عن أرض الوطن نتيجة النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني في عام 1948 وما جرّت على شعبنا من كوارث ومصائب نتيجة التخاذل العربي ونتيجة الظلم الاستعماري الغربي أكبر الأثر في جيلنا.. الجيل الذي عاصر النكبة ولمس المأساة والألم الذي عانى منه اللاجئون الفلسطينيون لمس اليد.. صحيح أنني لم أكن من اللاجئين لكنني رأيت ذلك رأي العين وعايشته بكل تفاصيله.. لذلك كان لا بد لهذا اللاجئ أن يتمرد على هذا الواقع المرير وعلى هذه المأساة المذلة فقد أخذ زمام المبادرة (وما حكّ جلدك مثل ظفرك) فانطلقت الشرارة الأولى من مخيمات اللجوء وقام نفر من شباب هذه المخيمات بتنظيم وترتيب أوضاع اللاجئين للبدء بالثورة على الظلم وظهرت قيادات من المدرسين والطلاب والشعراء والكتاب والصحفيين والفلاحين والعمال وأيضا من هم في صفوف جيوش الدول العربية. وسمع العالم لأول مرة عن حركة فتح.. حركة الفدائيين الفلسطينيين لتؤكد حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى وطنه الذي شرد منه بعد أن أراد الغرب المستعمر أن يطمس قضية هذا الشعب وظهرت مقولة الكبار يموتون والصغار ينسون كما جاء على لسان وزير خارجية أميركا في ذلك الوقت جون فوستر دالاس وبذلك ظهرت الهوية الفلسطينية في أبهى صورها بل أصبحت فيما بعد الهوية الوطنية لشعوب الأمة العربية بل وشعوب العالم وأصبحت الكوفية الفلسطينية رمز التحرر لكل حركات التحرر العالمية.
وأخذ عود حركة الفدائيين الفلسطينيين يقوى بقيادة حركة فتح خاصة أن العمليات الفدائية التي كانت تنطلق من الحدود الأردنية الفلسطينية والتي كان لها الأثر الكبير في إيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال ثم تلتها معركة الكرامة الخالدة التي امتزج فيها الدم الفلسطيني بالدم الأردني عندما التحم الشقيقان في مواجهة غطرسة الجنرال موشيه دايان الذي كان يتبجح بأن حركة فتح في يده كالبيضة يستطيع أن يكسرها متى شاء فكان الصمود والانتصار الفلسطيني الأردني في الكرامة انتصارا أذهل العالم قبل أن يذهل العدو المحتل وذلك في عام 1968.
وبذلك نجح الرعيل الأول لفتح بإخراج اللاجئ الفلسطيني من حالة العزلة إلى الثورة واستطاعت حركة فتح أن تُفعّل قضية اللاجئين في المنتديات العالمية خاصة أن معظم قيادات حركة فتح هم من عانى اللجوء وعيش المخيمات أمثال القادة أبو جهاد خليل الوزير وأبو إياد صلاح خلف وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وأبو مازن وأبو الأديب وغيرهم من قيادات الثورة الفلسطينية المعاصرة. 
بالإضافة إلى ذلك فإن مساهمة الشعراء والكتاب والصحفيين الفلسطينيين في الإنتاج الأدبي والروايات والقصائد الشعرية أمثال غسان كنفاني وسعيد المزين وحسيب القاضي وأبو الصادق الحسيني وقبلهم جميعا الشاعر الكبير هارون هاشم رشيد ومعين بسيسو ثم شعراء الوطن المحتل في عام 1948 أمثال شاعر الثورة الكبير محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وعبداللطيف عقل. 
ثم انطلقت إذاعة الثورة الفلسطينية "صوت العاصفة" بأصوات مذيعيها الثوار وأناشيد الثورة التي غطت الوطن العربي كله بالكلمة الأمينة المعبرة عن الطلقة الشجاعة بقيادة المايسترو الإعلامي الكبير فؤاد ياسين "أبو صخر".
نعم لقد حافظت الثورة الفلسطينية التي قادها اللاجئون في مخيمات الوطن والشتات على الهوية الوطنية وحماية القضية من الاندثار والنسيان وإبقاء قضية اللجوء في وجدان كل فلسطيني جيلا بعد جيل وتفنيد الرواية الصهيونية التي كانت تدعي أن الكبار يموتون والصغار ينسون. وها هو الجيل الثالث والرابع يحافظ على مسيرة الثورة حتى تحقيق الهدف بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون.

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024