الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ما مصير القدس ولجنتها ؟ بينما اتفاق التطبيع والدفاع مع مغتصبها

نشر بتاريخ: 2021-11-28 الساعة: 12:24


 موفق مطر


هل أحكمت منظومة الاحتلال الاستعماري العنصري المسماة اسرائيل محاصرتنا ؟! أم تراها تجرف بقوة وسرعة عمقنا الاستراتيجي العربي ابتداء من أطراف دائرة يبلغ مدى قطرها
 من المحيط الى الخليج  العربي ؟!  
بعد دولة الامارات ومملكة البحرين من الشرق  تكسر منظومة الاحتلال أبواب المملكة المغربية على مرحلتين ، الأولى بمطرقة اتفاقيات ( ابراهام الترامبية ) مع حكومة جماعة الاخوان المسلمين السابقة ،لتنشأ علاقات دبلوماسية كاملة  ، ويستكملها الجنرال غانتس وزير جيش حرب المنظومة باتفاقية عسكرية تحت عنوان مذكرة تفاهم دفاعية..ما يجعلنا نتساءل أي عدو هذا الذي تواجهه تواجه المملكة المغربية ، حتى تضطر للجوء الى عدو الأمة طلبا للحماية وشراء اسلحة ؟!
  ما مصير لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الاسلامي ترأسها المملكة المغربية بشخص الملك محمد السادس بعد تكليف المؤتمر لملك المغرب محمد الخامس برئاستها منذ العام 1975 . فبعد 54 عاما على احتلال الصهاينة للقدس ، وبعد 46 عاما على تأسيس اللجنة لم نسمع عن انجاز من اجل القدس ، وإنما نحاصر الآن باتفاقيتي تطبيع ودفاع ، لا نعرف كيف على اساسهما سينجز رئيس لجنة القدس مهماته ويحقق اهدافها  
أي دراسة ستقدمها اللجنة عن الوضع في القدس فيما رئيسها مكبلا باتفاقيتي تطبيع ودفاع مع المنظومة التي تحتل القدس ؟!! حتى وإن كنا لا نغفل عن  أن القرارات المتعلقة بالقدس  الصادرة علن وزراء الخارجية للدول الاسلامية التي على اللجنة تنفيذها مازالتا وستبقى حبرا على ورق ومثلها القرارات حول القدس المصادق عليها من منظمات ومحافل دولية الى جانب الاتصال بها ، فمهم المتابعة والتنفيذ التي انيطت باللجنة انجبت (لقيطا ) اسمه التطبيع والدفاع مع مغتصب القدس ، ويبدو أن المقترحات التي سترفعها لجنة القدس لمنظمة التعاون الاسلامي بعد اليوم ستوصي بضم المنظومة ( اسرائيل ) الى منظمة التعاون الاسلامي باعتبار ان ( القائمة الموحدة )  وهي فرع من فروع جماعة الاخوان المسلمين في فلسطين بيضة القبان في السلطتين التشريعية والتنفيذية  للمنظومة الاستعمارية العنصرية أي في الكنيست وحكومة بينيت الحالية !
ما ذكرناه من مهام اللجنة اعلاه أتى تحت مهمة رئيسة وهي حماية القدس من المخططات و المؤامرات الصهيونية و ومجابهة خطط تهويدها. وذلك حسب قرارات المؤتمر الذي انعقد في فاس عام 1975 ، فإذا برئيس لجنة القدس يوقع اتفاقيتي تطبيع ودفاع مع الرؤوساء التنفيذيين للصهيونية ، الذين  يخططون ويعملون في الليل والنهار على تهويد القدس ، ولم تسلم فلسطين ولا دولة عربية من مؤامراتهم ومخططاتهم الشيطانية .
على منظمة التعاون الاسلامي الاجابة على هذه الأسئلة كافة ، والموجهة أيضا الى الرؤوساء والملوك العرب في قمتهم القادمة في الجزائر الشقيقة ، التي لا يمكننا تصور وجود جنرالات جيش منظومة الاحتلال الاسرائيلي على بعد أميال من حدودها تحت يافطة خبراء عسكريين!.فالهدف واضح جدا وهو الاطباق على دول عربية  مازال ايمانها بعروبتها صلبا ، ويعكس قادتها ايمان شعوبها العربية بان قضية فلسطين قضيتهم وهي أم قضايا الأمة العربية ، فما تفعله منظومة الاحتلال الاسرائيلي  بمحيط الجزائر لا ينفصل عما تفعله في محيط العراق والكويت وسوريا ولبنان وحتى المملكة الاردنية الهاشمية التي رغم  اتفاقية وادي عربة مع اسرائيل إلا أنهم لم يفلحوا ولو بصورة واحدة من التطبيع الذي بلغ حد اغراق دبي بمنتجات المستوطنات ، المنتجات التي قاطعتها ورفضتها شعوب ودول اجنبية  يعتبرها الاسلامويون ومستخدمو الدين وأدعياء التقوى كافرة !!
ماذا عن مصير رموز شرف وكرامة المسلمين كما وردت بيان الرباط وفي 25 أيلول /سبتمبر من العام  1969 عن اجتماع  رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي ، الذي عقدوه بعد حوالي شهر على جريمة الصهاينة اليهود بإحراق المسجد الأقصى ، أي في 21 آب 1969. حيث اعتبروا القدس والأقصى  وقبة الأقصى رموزا لشرف وكرامة المسلمين ، وهل مبادئ الدفاع عن هذه الرموز المقدسة  التي اقرها من اعتبروا انفسهم " الصوت الجماعي للعالم الاسلامي " وأخذوا على عاتقهم حماية المصالح الحيوية لحوالي 2 مليار مسلم في العالم ، تعني عقد اتفاقيات في مجال التعاون العسكري والدفاع بين المنظومة الاستعمارية الصهيونية  العنصرية التي تحتل القدس وتعمل على تهويدها وتدمير المسجد الأقصى ، وتسعى لتمكين المستوطنين اليهود من للسيطرة على قبة الصخرة وما حولها وما تحتها .
سيدرك الأشقاء العرب أن الخطر الصهيوني لا يهددنا وحدنا هنا على ارض وطننا فلسطين ، وإنما سيرسم مصيرا قاتما  لكل قطر وشعب عربي ، فالذين كانوا مشكلة كبيرة في أوروبا ، لن يكونوا الحل في الوطن العربي أبدا .

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024