الرئيسة/  مقالات وتحليلات

حماس .. ومظلة الشرعية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 2021-11-22 الساعة: 12:35


أوس أبوعطا*

يعلم الجميع كيف عملت الدبلوماسية الفلسطينية بجهود حثيثة وعزيمة لا تلين، في الجمعية العامة للأمم المتحدة وبتعليمات مباشرة من قبل السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن على منع تصنيف حماس في قائمة المنظمات الإرهابية. حينها تعالت أصوات فلسطينية كثيرة تطالب  حماس، بالتقاط اللحظة، والعمل بشكل جاد وصادق على تنفيذ المصالحة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ اتفاق القاهرة الأخير الموقع عام 2017 على الأرض..لكن حماس هاجمت  الرئيس محمود عباس أبو مازن واتخذت موقف الضد من خطاباته  التاريخية في الامم المتحدة ، وامعنت ومازالت تمعن في رفضها للشرعية الفلسطينية واستقلالية القرار الفلسطيني  الوطني التي بذل شعبنا الغالي والنفيس لتجسيدها على أرض الواقع وفي أروقة الامم المتحدة ومجلس الأمن.
نعتقد أن  قرار وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل بتصنيف حماس بما فيها الجناح السياسي كمنظمة إرهابية القرار متحيز ويتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بالكامل، ونظرة  عوراء للجرائم الإسرائيلية المرتكبة في الأراضي المحتلة، ولن يساهم بأي حال من الأحوال في حل الدولتين  أو صناعة السلام في منطقتنا.ومن المعلوم أن  بريطانيا صنفت الجناح العسكري لحماس –المسيطرة على قطاع غزة بانقلاب مسلح - كمنظمة "إرهابية". لكن اللافت والذي يدق ناقوس الخطر، الخطوة الجديدة التي ستشمل أيضا الجناح السياسي للحركة..علما أن الحركة مدرجة على القائمة السوداء للمنظمات "الإرهابية" في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي خرجت منه بريطانيا العام الماضي .
تضيع  حماس الفرصة تلو الأخرى وترفض منح الشعب الفلسطيني متطلبات الوحدة الوطنية ، وتصر على البقاء وحيدة،لا تلتقط أي لحظة تاريخية لتحقيق  المصالحة فتستمر في تخسير قضيتنا العادلة في ميادين أوروبا والعالم أجمع.
وأخيرا يبقى هذا السؤال : ،  ألم يكن من الصعوبة تصنيف حماس  كمنظمة إرهابية بالكامل من قبل بريطانيا  أو أي دولة أخرى لو أنها تخلت عن هدف الاستحواذ على منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني ، وقبلت الانضمام والالتزام ببرنامج المنظمة حسب الاتفاقات التي وقعتها منذ العام 2011 وأنجزت اتفاق المصالحة وساهمت بإعلاء  المصالح الوطنية على المصالح الفصائلية الضيقة؟!. 

 * امين سر منطقة درعا في اقليم حركة فتح في سوريا 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024