الرئيسة/  مقالات وتحليلات

تطبيقات الاغتصاب!!

نشر بتاريخ: 2021-11-14 الساعة: 12:20

 

موفق مطر


لم ولن تردعه آيات الله، ولن تردعه أخلاق وقيم المجتمع الإنسانية، وكذلك القوانين، ما دامت قد غرست في تربة شخصيته بذرة الاغتصاب، بعد نقعها بماء التجهيل وتكفير الآخر وتحليل سفك دمه واستباحة ممتلكاته فقط لأنه خارج سلك الجماعة! 
الاغتصاب أكبر وأفظع من كونها مجرد جريمة استجاب فيها المجرم في لحظة ضعف أو عن سابق تصميم وترصد لغريزته أو رغباته الجامحة، أو ارتكبها مستسلما خاضعا لانفعالاته وهيجانه، فنحن أمام جريمة مركبة، قد يكون كل ما سبق صحيحا إذا ارتكبها منحرف معروف بخروجه على نظم وشرائع وأعراف وتقاليد ونواميس المجتمعات الإنسانية، أو عند دراسة دوافعها لدى شخص ائتمنه المجتمع، وسلم بما ظهر من سلوكه المتناقض مع المخفي من شخصيته الخداعة، لكن عندما يكون مرتكبها عضوا في جماعة تدعي امتلاك الحقيقة في الدنيا والآخرة، وتبشر الخاضعين (المرؤوسين) بتبعية عمياء، أي لا نقاش أو جدال أو مجرد تفكير، والانقياد بتعاميم وأوامر وخطابات رؤوس فروع الجماعة، فيظهرون للناس عكس ما يبطنون، ويتزينون بمظاهر وكلام وسلوك مستوحى من طبيعة وخصائص وسمات الافتراس لدى مخلوقات دون مرتبة الآدمي الإنسان، منها البرية والبحرية والطائرة، وكذلك في عالم النباتات والزهور، حتى أن العاقل يكاد لا يصدق أن وراء وداعة وجمال وقوام واحدة من هذه المخلوقات سمة افتراس لا توازيها كل أشكال الوحشية التي نراها على حقيقتها بدون لبس لدى مخلوقات في عالم الطبيعة والحيوان. 
تبدأ عملية شرعنة وإجازة الاغتصاب وإباحته، بعد التأكد من نجاح (عملية جراحية ) ولكن بدون أدوات الأطباء الجراحين، حيث يجتث ضمير الفرد في إطار الجماعة، وفي المرحلة الثانية يصير تحريف وتزوير وتوظيف واستخدام كلام الله المقدس ( القرآن الكريم ) فيقلبون السيئات والمحرمات إلى صالحات مباحات ويقنعون التابع بالطاعة العمياء أن الأمر مشروع ما دام في صالح الجماعة، حتى لو دمرت المجتمع، وعندما يقدم الفرد في الجماعة على ارتكاب جريمته بحق شرع الله، مطمئنا إلى وعد بصك دخول للجنة، تبدأ المرحلة الثالثة بتسخير المجرم المغتصب للانقضاض على مقومات وقواعد وقوانين ومواثيق الوطن والوطنية لتحقيق هدف (اغتصاب السلطة) وهو الهدف الأول والأخير لرؤوس (الجماعة) الممسكين بخيوط لعبة، تسيرها قوى استعمارية مكنتهم وعلمتهم أصولها !!.وما انقلاب فرع الجماعة في فلسطين المسمى حماس قبل أربعة عشر عاما ونصف العام تقريبا إلا صورة واقعية تجسد المعنى الحقيقي لمفهوم الاغتصاب.. ولا فرق هنا بين اغتصاب جسد إنسان وأرض الوطن، بين اغتصاب روح إنسان وحياته ومستقبله، وصغيرا كان أو كبيرا أنثى كان أو ذكرا، وبين هوية شعب وقضيته وآماله وطموحاته وأهدافه ووحدته، فالمجرد من الضمير لا وجود للشرف في قاموسه، لذا فإن الاغتصاب حسب تعاميم الجماعة التي رفعت إلى شريحة دماغه (الميموري) عبارة عن  (تطبيق  مجاني) متاح في اللحظة والمكان المناسبين. 
العضو الأمير (الضابط) في فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين المسمى حماس، المغتصب جنسيا للطفلة (.....) ابنة أخيه ذات الأعوام الخمسة الغضة بقصد الانتقام، جسد حالة لم ولن يجرؤ على تجسيدها شيطان الجن والإنس، والسبب بسيط أن إبليس وقبيلته من بعده قد أقروا بعزة الله، أما شياطين هؤلاء الجماعة فإنهم وقبائلهم يرتكبون جريمة اغتصاب رسالة الله وكلامه المقدس جهارا نهارا، فهانت عليهم أرواح أبناء جلدتهم، حتى لو كان بينهم صلة رحم وقرابة. 
اغتصاب الأطفال جريمة فظيعة، لكن ماذا سنسمي جريمة شخص متخف وراء قناع حقوق الإنسان، وكان مترشحا ليحتل كرسيا في (السلطة التشريعية) اعتبر جريمة الاغتصاب هذه للطفلة بكل حيثياتها وتداعياتها وتبعاتها على حياة ومستقبل الطفلة وعائلتها درجة ثانية فرتبها بعد جريمة قتل غير مقصودة ؟!.فتعالوا يا مشرعي وفقهاء القانون نبحث عن تعريف جديد للاغتصاب بكل أنواعه. 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024