الرئيسة/  مقالات وتحليلات

"نكتب للتاريخ".. سلسلة العسكرية الفلسطينية

نشر بتاريخ: 2021-10-07 الساعة: 13:03

 

 موفق مطر


"لا نكتب التاريخ وإنما نكتب للتاريخ"، عبارة يحرص الرئيس أبو مازن على كتابتها في مقدمة كتبه، ومن المهم أن يعلم الجمهور الفلسطيني أن الرئيس قارئ وكاتب سبق بإنتاجه الكثير من المتفرغين للكتابة رغم عظمة الأمانة الوطنية في رقبته ومسؤولياته وثقلها.  
حضرت هذه العبارة في ذهني عندما كنا مطلع هذا الأسبوع في حضرة مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، لنستمع إلى جوهر مضمون كتاب "ذروة  الكفاح المسلح والاقتلاع" لمؤلفه الدكتور اللواء مازن عز الدين، وهو الكتاب السابع حتى الآن ضمن سلسلة كتب حملت عنوان العسكرية الفلسطينية، ابتداء من كتاب: (الطريق إلى طرابلس معارك الدفاع عن القرار الوطني الفلسطيني)، مرورا بكتاب (العسكرية الفلسطينية من عام 1948 إلى العام 1973)، و(قتال العمالقة)، و(التاريخ العسكري  الفلسطيني)، وهذا كتاب دراسي، وبعده كتاب (قطاع غزة بين ناري العدوان الإسرائيلي  والانقسام الفلسطيني)، وصولا إلى كتابه قبل الأخير (عمليات هزت عرش إسرائيل).  
الدكتور اللواء عز الدين كان مفوضا سياسيا وعضوا في المجلس العسكري الأعلى، ومجلس الأمن القومي، وفي المجلس الثوري لحركة فتح، والمجلس الوطني الفلسطيني، وهو حاليا عضو في المجلس الاستشاري للحركة، لكن هذه المهمات إضافة لكونه من الفدائيين الأوائل لم تمنعه من الكتابة وتأريخ الأحداث الوطنية، واستنبات شجرة طيبة تشع بالنور في بستان المعرفة والثقافة.    
أسماء الفدائيين والمناضلين في كتبه بالمئات، منهم من قضى نحبه ومنهم من ما زال ينعم بهواء فلسطين على أرضها، ومنهم من ما زال في دول الجوار العربي ينتظر تحقق ساعة يوم العودة، وأسماء مواقع وميادين معارك وأحداثها مفصلة، ما يعني أننا أمام وثائق تاريخية كل أحداثها واقعية متحررة من  التخيلات والتهيؤات، وخلاصة أبحاث علمية معتمدة.  
نحن بحاجة إلى كل كلمة مكتوبة أو منطوقة أو صورة ضوئية (فوتوغرافية) أو قلمية لتعزيز مخزون ذاكرتنا الوطنية، وتحديدا في مرحلة الكفاح المسلح التي يحاول البعض في هذه الأيام مسحها، وتخريب الاعتقاد بالانتماء الوطني، بقصد تكريس نفسه مبتدأ الكفاح الفلسطيني وأنه المقصود بوعد الآخرة أيضا! ففي كل كتاب أو مقال أو دراسة أو بحث ـ أو صورة وحديث في حلقة تلفزيونية تكمن قوة ومتانة فصول الرواية الفلسطينية، التي نستطيع بمصداقيتها وصحتها ومنطقها تفكيك الخرافة الصهيونية.  
يبقى النضال بكل أشكاله ومضامينه وأساليبه منهجا ضابطا لإيقاع وسلوك المرء ما دام مؤمنا بمبادئ  الحرية والتحرر وبقدرة الإنسان اللامحدودة على الارتقاء، وبفلسفة رسالته في الحياة، فالنضال مدرسة  نتعلم من كتبها (ألف باء) الوطن والوطنية والمواطنة، والكفاح الوطني والبناء ونظرياتهما، ونمضي في الانتقال من مرحلة إلى التالية بجدارة واقتدار، لنكتشف أن التخرج منها ينتهي باحتفاء من نوع ما، فقد يكون شهيدا في ميدان معركة خاضها، فدائيا، مقاتلا، أو جنديا عسكريا نظاميا، أو بسبب قول كلمة حق بوجه سلطان جائر كشاعر أو كاتب أو صحفي أو مثقف، أو أثناء البحث عن الحقائق والحقيقة كالعالم  والقاضي والمؤتمن على نصب ميزان العدل بين الناس.  
كتبت الحياة لكثير من مناضلي الثورة الفلسطينية المعاصرة الذين دخلوا ميادين معارك كفاحية مسلحة، منهم من ما زال حرا طليقا، يعمل على تجسيد الفكرة، ومنهم أسير تكبل قيود منظومة الاحتلال العنصري  أطرافه لكنها لم تكبل إرادته، ومنهم من لم تمنعه جراحه المؤلمة والنازفة حتى من الاستمرار برسم علامات الصبح القريب بإبداع الأمل والتفاؤل.. وما أدبيات الأسرى وشهاداتهم العلمية إلا أحسن دليل.  
الخميس القادم سنكتب عن الفدائي المناضل الكاتب جهاد أحمد  صالح الذي صدر له حوالي 28 مؤلفا على رأسها في القائمة موسوعة : "روّاد النهضة الفكرية والأدبية في فلسطين" ثمانية أجزاء، وسلسلة  "الرواد المقدسيون في الحياة الفكرية والأدبية في فلسطين" عشرين جزءا.  

 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024