الرئيسة

دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف

نشر بتاريخ: 2017-12-03 الساعة: 10:08

  دور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الفكر المتطرف

إعداد : الدكتور ايمن حسان

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

 

لقد قدم التطور الحادث في استخدام الانترنت وبخاصة شبكات التواصل الاجتماعي خدمة غير مقصودة للتنظيمات الارهابية التي قامت باستغلالها في اتمام عملياتها ضد امن وسلامة الشعوب والمجتمعات المتحضرة واعمالها الاجرامية التي تستهدف البني التحتية للدول ، فقد وفرت تلك الشبكات طريقة سهلة لنقل الافكار والبيانات والمعلومات الي عناصر الجماعات الارهابية في غفلة من اجهزة الامن في بداية الامر وهو ما حقق لها نموا كبيرا واجتذابا لعناصر من الشباب للوقوع في براثن الجماعات الارهابية من اجل القيام بممارسات ارهابية ، كما ان هذه المواقع قد حققت لتلك التنظيمات تدفقا غير محدود للمعلومات والبيانات التي يمكنها ان تستخدمها لتجنيد الارهابيين وتنفيذ عملياتها الارهابية .

 ويستخدم الارهابيون مواقع التواصل الاجتماعي نظرا لما تتيحة لهم من قدرة على التواصل مع الاخرين وبخاصة من فئة الشباب عبر العالم لبث افكارهم بطرق مدروسة بشكل دقيق لاقناع هؤلاء الشباب بذلك الفكر المتطرف سواء من خلال الدين او المباديء التي يروجون لها او الافكار المتطرفة التي تتسم بالعنف في منهجها وتستغل اندفاع وطاقات الشباب ورغبتهم في الوصول للافضل وعدم المامهم بتلك الافكار ومعرفتهم لهويتها في تضليلهم واجتذابهم للايمان بها ومن ثم جعلهم عناصر فاعلة في تنفيذ عملياتهم الارهابية كل في وطنة وهو ما يتيح لهم انتشارا واسع النطاق في كل العالم بالاضافة لعدم قدرة الاجهزة الامنية على رصد تلك العناصر التي يتم تجنيدها عبر الانترنت حيث لا يتم التعرف عليها الا عندما يقومون بارتكاب عملياتهم الاجرامية .

وسوف نتناول بالتفصيل الحديث عن مدي مناسبة بيئة مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد الارهابيين بالاضافة للصعوبات التي تكتنف ملاحقة هؤلاء او رصد تلك العمليات عبر الانترنت لما لهذه المواقع من خصوصية تحميها القوانين المختلفة ، ولقد أحدث هذا الاختراع انعكاسات كبيرة على قواعد حرية النشر والتعبير، وتدعيم الفكر الديمقراطي وحقوق الإنسان وغيرها من المفاهيم السياسية والاجتماعية والتجارية التي انتشرت وتكونت حولها الجماعات مستفيدة من سهولة استخدامها والمشاركة فيها دون خبرات تقنية أو تكاليف مادية.

مفهوم التطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي:

يعرف مفهوم التطرف بأنه كل ما يؤدي إلى الخروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير والأساليب السلوكية الشائعة في المجتمع، مُعبراً عنه بالعزلة أو بالسلبية والانسحاب، أو تبني قِيَم ومعايير مختلفة قد يصل الدفاع عنها إلى الاتجاه نحو العنف في شكل فردي أو سلوك جماعي منظم، بهدف إحداث التغير في المجتمع وفرض الرأي بقوة على الآخرين وبهذا التوصيف فلا أحسن من شبكة الانترنت لمخالفة القيم والتعبير عن هذه المخالفات والدعوة لها من خلال البث الصوتي والنصوص والأفلام واحداث الضجيج للتعبير عن الأفكار التي يرى صاحبها اهمية ايصالها للناس.

والتطرف وفقا للمفاهيم الثقافية والأيدلوجية قد يتحول من مجرد فكر إلى سلوك ظاهري أو عمل سياسي، يلجأ عادة إلى استخدام العنف كوسيلة إلى تحقيق المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف، أو اللجوء إلى الإرهاب النفسي أو المادي أو الفكري ضد كل ما يقف عقبة في طريق تحقيق تلك المبادئ والأفكار التي ينادي بها هذا الفكر المتطرف.

ويمكن تعريف التطرف الالكتروني بأنه أنشطة توظيف شبكة الانترنت والهواتف المتنقلة والخدمات الالكترونية المرتبطة في نشر وبث واستقبال وانشاء المواقع والخدمات التي تسهل انتقال وترويج المواد الفكرية المغذية للتطرف الفكري وخاصة المحرض على العنف ايا كان التيار او الشخص او الجماعة التي تتبنى او تشجع او تمول كل ما من شأنه توسيع دائرة ترويج مثل هذه الأنشطة.

مفهوم العنف عبر شبكات التواصل الاجتماعي:

يجب التمييز بني نوعين من العنف: العنف المادي والعنف الرمزي، فالأول يلحق الضرر بالموضوع) الذي يمارس عليه العنف (سواء كان في البدن أو في الحقوق، أو في المصالح أو في الأمن وغير ذلك. أما العنف الرمزي فيلحق ذلك الضرر بالموضوع على المستوى النفسي بأن يكون في الشعور الذاتي بالأمن والطمأنينة والكرامة والاعتبار والتوازن. والعنف الالكتروني باستخدام تطبيقات الانترنت والخدمات المرتبطة بها يتحقق من خلاله كلا النوعين ، العنف المادي، والعنف الرمزي فمن جهة العنف المادي نجد أن المحتوى المتطرف يمس الناس بالتهديد المباشر وبخاصة الرموز السياسية وهو ايضا ينتقص حقوق فئات معينة )مثل المهاجرين والملونين في الغرب، الأقليات الدينية في الشرق ( ويضرر بمصالح فئات ومجموعات ويهدد الأمن الوطني، وفي جهة العنف الرمزي فطول ادمان المواقع المتطرفة يقود اما الى التوتر والخوف، او يستهوي الانسان فيجنح الانسان الى تبني افكار متطرفة تأثرا بالغرس الثقافي المكثّف الذي يتعرض له من خلال شاشة الحاسوب أمامه.

التأثيرات المختلفة لمواقع التواصل الاجتماعي

تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي بلا شك في الامن القومي للدول واستقرارها وهو ما دعا العديد من المؤسسات القومية المهتمة بالأمن الي دراستها ووضع الخطط الاستراتيجية للتعامل معها وذلك لان ما يتم نشرة عبر تلك المواقع من اخبار ومعلومات في الغالب ما تكون مفتقدة للصدق والدقة والمهنية وغالبا ما تكون موجهه لتحقيق غايات خاصة ، فعند التركيز في خلفيات مديري هذه المواقع الايديولوجية والفكرية والسياسية نجد ذلك جليا بالإضافة الي ان المحتوي المعلوماتي لهذه المواقع هو من اكثر المعلومات تداولا بين الجمهور وبخاصة الشباب حيث ان هذه المواقع تمكنت من جذب اعداد هائلة من المتصفحين في مدي زمني بسيط متجاوزة بذلك قدرات اجهزة الاعلام التقليدية الأخرى بفارق كبير وهو ما منحها قدرة كبيرة على التأثير في الساحة السياسية واتجاهات الرأي العام وكذا في بث الافكار والاعتقادات المتطرفة وبخاصة لدي الشباب وهو ما ادي لتغيير سياسي وامني كبير ومن ثم فقد اصبحت هذه المواقع تستخدم لتهديد امن الدول وزعزعة استقرارها .

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على الامن الفكري

يعد مفهوم الامن الفكري من المفاهيم التي ظهرت مؤخرا مع انتشار استخدام الانترنت حيث ان تعرض الافراد للرسائل الاعلامية السلبية التي يتم بثها من خلال تلك المواقع والتي يتم اعدادها بواسطة افراد من ثقافات مختلفة تماما عن ثقافة المتلقي ادت الي التأثير بشكل سلبي في فكرة وقناعاته وقيمة مما قد يولد لدية افكارا متطرفة غريبة على مجتمعة وثقافته ودينه لذا نقول ان هذه الجوانب ذات ارتباط وثيق بالأمن الفكري للناس.

واذا كان الغزو الثقافي في الماضي يتم من خلال الفضائيات ووسائل الاعلام التقليدية فان المسألة قد تحولت في الوقت الراهن الي مواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير فعال على تغيير التوجهات الثقافية والقيمية والسلوكية والفكرية لأفراد مجتمع المتصفحين لها وهو ما اثر بشكل خطير على الامن الفكري لأفراد المجتمع.

فالاهتمام البالغ الذي تحظي به هذه المواقع قد اضحي مسألة تهدد الامن الفكري لأفراد المجتمعات المختلفة ليس في بلادنا فحسب وانما في كل بلدان العالم وهو ما يجعل التحولات السلوكية التي قد تحدث في بلد ما تؤثر بشكل قد يكون متنامي على بلدان اخري بحسب الاستعداد الفكري والنفسي لأفراد ذلك المجتمع وبخاصة الشباب منهم لسرعة تأثرهم بالأحداث واندفاعهم نحو الجديد ، كما ان ضعف الثقافة الدينية والحصانة الثقافية والفكرية ونقص الوعي وبخاصة لدي المراهقين وهم اغلب مستخدمي تلك المواقع يجعل تأثير ما يتم تداوله من خلالها اشد تأثيرا وضررا لذا فان تأثير تلك المواقع على الامن الفكري لأفراد المجتمع محل اهتمام ومتابعة .

كما ان ما تقوم به تلك المواقع من ترويج للمفاهيم والافكار الخاطئة يمكننا عقب الدراسة وتحليل نتائجه التأكيد على ان المحتوي المعلوماتي الذي يتم تداوله من خلال تلك المواقع قد ادي لاختلاط المفاهيم لدي المتلقين وتداخل العديد من المدلولات للعديد من المصطلحات الثابتة في يقين المجتمعات المختلفة والمتوارثة جيلا بعد جيل وتبني افكار وقيم مختلفة تماما عن تلك المتوارثة في العديد من المجتمعات وخاصة انه في غالب الاحوال يتم ذلك مسايرة لجموع متصفحي تلك المواقع ومن ثم يصبح توجيه الفكر والثقافة من خلال عناصر ذات اصول وثقافات مغايرة لمجتمعنا مما اضفي على افراد المجتمع قيما جديدة سلبية في معظم الاحوال ، ودون الخوض في مضمون تلك الافكار والقيم التي يتم بلورتها حاليا وفقا للما هو جاري في مجتمع تلك المواقع فان مستخدمي تلك المواقع يتلقونها ويقتنعون بها دون تفكير او دراسة فيتم تقبلها كحقائق بسبب كثرة تداولها وشيوعها.

حيث اشارت العديد من الدراسات والبحوث الميدانية الي ان عملية نشر معلومات وحقائق بشكل متواصل ومتكرر في وسائل الاعلام يؤدي الي جعلها مسلما بها لدي الافراد وان كانت غير حقيقية فنجد العديد من المقولات المنشورة منسوبة لغير اصحابها بالإضافة لنقلها بلغة غير سليمة وتغيير محتواها فيجد المتصفح نفسة غير قادر على تمييز الحقيقة ، بالإضافة الي انها مجال خصب لتداول الاشاعات والاخبار الكاذبة واحيانا ما يتم ذلك بشكل مقصود ومدروس لتحقيق نتيجة معينة ونشر معلومات خاطئة او تجنيد الممكن من المتصفحين لتبني فكر متطرف او جذبهم للانضمام لجماعات ارهابية للقيام بأعمال عدائية ضد بلادهم او مجتمعاتهم .

ومن نتائج تداول وتناقل الافكار والمفاهيم المغلوطة بين الافراد من خلال مواقع التواصل الاجتماعي اختلاط وتداخل المفاهيم بين متصفحي تلك المواقع حيث يتم استخدام العديد من المصطلحات والمدلولات دون معرفة معناها الحقيقي، وسبب استخدامها حيث يتم اضفاء اطار مطاط لتلك المصطلحات فيتم تفسيرها واستخدامها وفقا لأيديولوجيات معينة لتحقيق غايات معينة تغذي النعرات الطائفية والفكر المتطرف كالجهاد في بلاد الاسلام وغيرها من الافكار الهادمة للمجتمعات.

يضاف الي ذلك الفوضى الكبيرة في الافتاء عبر تلك المواقع والتي تعزز وتساعد الترويج للأفكار المتطرفة دينيا والتي تلقي قبولا لدي الكثير من غير المثقفين دينيا ويؤدي بهم الي الدخول في جماعات تنتهج نهج بعيدة تماما عن مناهج الاديان يترتب على ذلك سلوكيات عدوانية وعمليات ارهابية ترتكب بدعوي الدين وما يترتب عليها من ازهاق للأرواح وتدمير للبني التحتية الوطنية واحداث انقسام في المجتمع واذكاء النعرات الطائفية ، وتقوم الجماعات المتطرفة باستغلال سذاجة المتصفحين لتلك المواقع في تجنيدهم لارتكاب الاعمال الارهابية والتفجيرات الانتحارية بدعوي اقامة الدين والجهاد في سبيل الله .

وهذا المحتوي الالكتروني الذي يتم بثه من خلال تلك المواقع يمكن ان يشكل تهديد لأمن دول والأشخاص وبخاصة الدردشة الالكترونية والتي يمكن من خلالها ان يتم تبادل المعلومات الماسة بالأمن القومي وتجنيد الشباب للعمل ضمن الخلايا الارهابية والتنظيمات المتطرفة التي تعمل لحساب قوي معادية تستهدف امن الوطن واستقراره ، ويتم تجنيد الشباب واغواؤهم عن طريق المنتديات وصفحات التواصل عبر الفيس بوك وتويتر وهو ما يشكل تهديدا كبيرا خاصة بالنسبة للعاملين في الهيئات الحيوية للدولة لمحاولة استدراجهم او تجنيدهم سواء بالفكر المتطرف والدخول اليهم عن طريق الدين والجهاد في سيبل الله والشهادة والجنة ، او استدراج الافراد لنشر معلومات خاصة بهم ووظائفهم من خلال الفيس بوك او تويتر ثم دراسة جوانب شخصياتهم من خلال ما يقومون بنشرة على صفحاتهم الشخصية لتحديدهم وسيلة استدراجهم للوقوع في براثن الارهابيين واقناعهم بالقيام بأعمال ارهابية تضر المجتمع والدولة.

يضاف الي ذلك قيام العديد من الدول المتقدمة بشن حملات الكترونية واسعة النطاق تقوم من خلالها بنشر معلومات واخبار تستهدف اثارة الفتنة وزعزعة الاستقرار في دول اخري خاصة العربية فتعمل على حشد الافراد وتنظيمهم في منظمات وحركات تأخذ في الغالب مسميات ديمقراطية تستهدف اثارة الفتنة واذكاء النعرات الطائفية والانقسامات في داخل المجتمع الواحد لتفوده لحرب اهلية تتمكن من خلالها من تدميره ذاتيا دون ان تخسر جنديا او حتى دولارا واحدا.

وعلى ذلك يمكن القول ان مواقع التواصل الاجتماعي قد اصبحت اليوم من أقوى الوسائل المستخدمة لتحقيق اهداف سياسية فعلي الرغم مما لها من ايجابيات في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الا ان تأثيرها السلبي على استقرار الدول والمجتمعات قد بات واضحا حيث تم استخدامها ولا زالت لإثارة الفوضى والفتن وخاصة في مجتمعاتنا العربية وكذا الغير عربية.

وهو ما يتطلب التكاتف لوضع استراتيجية لدراسة وتحليل مضمون تلك المواقع وما يدور فيها من حوارات وما يتم تبادله من معلومات واخبار لمنع الاضرار التي تترتب عليها وطرح المعلومات الصحيحة لإنقاذ شبابنا وبناتنا من براثن الارهاب والقوي السياسية المعادية التي تستهدف هدم مجتمعاتنا بتدمير فكر شبابنا ، وكذا العمل على ارساء استراتيجية واضحة تقطع الطريق امام الاشاعات وحملات الدعاية والتشوية من خلال تصميم صفحات الكترونية تقدم المعلومات الصحيحة والرسمية .

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على نشر العنف والتطرف عبر الشابكة (=الانترنت)

إن الجماعات المتطرفة كانت من اوائل الجماعات الفكرية التي دخلت العالم الالكتروني حتى قبل أن تظهر شبكة الانترنت بسنوات. ومما تشير اليه المصادر الغربية أن « Tom Metzger » أحد اشهر المتطرفين الأمريكيين العنصريين )اليمين المتطرف ( ومؤسس مجموعة المقاومة الاريانية البيضاء” White Aryan Resistance ”  كان من اوائل من اسس مجموعة بريدية الكترونية ليتواصل مع اتباعه ويبث افكاره سنة 1985 م وربما غاب عن بعض الباحثين أن المجموعات البريدية الالكترونية كانت الأكثر توظيفا من قبل الجماعات العرقية المتطرفة قبل ظهور الانترنت التجاري وربما ظلت على هذا النمط حتى ما بعد منتصف التسعينيات.وقد عُرفت جماعات كثيرة شبكات المعلومات ما قبل الانترنت مثل مجموعة المتطرف الأمريكي دان جانوون Dan Gannon الذي يعد بحسب المصادر الغربية أول من أنشأ موقعا متطرفا يبث من خلاله افكاره العنصرية عن نقاء العرق الأبيض في شهر ديسمبر 1991 مع ولادة الانترنت في الولايات المتحدة.

وتلي ذلك عدة مجموعات اشتهر منها بعد ذلك مجموعة «جبهة العاصفة Storm front» الأمريكية المسيحية المتطرفة بقيادة «Don Black» التي أنشأت اول موقع متكامل عن التطرف وثقافة الكراهية في مارس سنة 1995 م. ومن العجيب ان اليهود كانوا من اوائل ضحايا المواقع الامريكية المتطرفة بوصفهم مصاصي دماء ومخربي امريكا.

وقد تعاقب ظهور مواقع تابعة لجماعات متطرفة من الولايات المتحدة واوروبا وبشكل خاص بريطانيا واستراليا ثم بقية دول العالم. وفي كل هذه المراحل كانت الانترنت في عمق دائرة ترويج ثقافة التطرف والعنف معبرة عن افكار المهمشين والمتطرفين الصاخبين من كل ملة وجنس

وفي العالم الاسلامي أسهمت الشابكة بشكل واضح في بسط نفوذ التطرف الفكري لمختلف التيارات من خلال المواقع والمنتديات التي تديرها الجماعات والرموز المتطرفة التي تقدم منتجاتها الفكرية وفق خطاب جاذب مستغلين في ذلك الواقع المر في كثير من مجتمعات العالمين العربي والإسلامي. ومع أن التطرف لا دين له ولا جنس، الا أن ما اصاب المسلمين من شرور التطرف في العقود الماضية خاصة حين قاد الى العنف يتجاوز ما حصل لبقية شعوب الأرض.

ففي المجتمع العربي كانت تأثيرات تلك المواقع قد بدأت تتشكّل حين وفّرت الانترنت فضاء حرّا لنشر كل ممنوع منذ بداياتها الأولى لتصبح مع مطلع الألفية الثانية الوسيلة الأبرز في الترويج للتطرف والعنف والكراهية ما جعل من المتطرفين سادة المشهد الالكتروني خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.

وقد ظهرت العديد من الاحصائيات العربية والغربية حول عدد المواقع المتطرفة الا انها في معظمها لا تخلو من المبالغة وعدم المنهجية اذ تعتبر بعض الدراسات كل من يؤصل للجهاد متطرفا وباحثون اخرون يضعون كل موقع يدعو لطرد ومقاومة الاحتلال الأمريكي أو الاسرائيلي في باب التطرف مع أن بعضها يغلب عليها الطرح القومي او الشعبي او الإسلامي المعتدل. وفي رصد خاص بالباحث وجد ان عدد المواقع التي يمكن أن يطلق عليها متطرفة يتراوح رقما بين 240 – 300 موقع تزيد وتنقص تبعا للأحداث ومتابعة بعض الرموز ومعظم المواقع في المرحلة الحالية تأخذ من قضية فلسطين واحتلال العراق عنوانا ثم تنطلق في نشر المواد المتطرفة ولا تستثني أحدا.

ومن جهة أخرى نجد أن الدول الغربية تضغط على الدول الاسلامية بين الحين والآخر تحت بند تشديد الرقابة على المواقع المتطرفة لنجد أن معظم هذه المواقع تنطلق بدعم واستضافة شركات غربية.  وقد كشف رئيس معهد أبحاث وإعلام الشرق الأوسط ميمري ومقره واشنطن أن جميع المواقع الالكترونية التابعة لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية الأخرى موجودة في الولايات المتحدة ودول الغرب الأخرى. وقال إيغال كارمون في جلسة استماع عقدت في أحد مباني الكونجرس الأمريكي إن المفارقة الواضحة هي أن دول الغرب تشن حربا على الجماعات الإرهابية، ولكنها في الوقت نفسه تسمح لهذه الجماعات بالوجود الإعلامي الالكتروني على أراضيها .

ومع التوسع في توظيف شبكات المعلومات، بات الحديث عن توظيف الفضاء الالكتروني من قبل المتطرفين ونجم عن ذلك ما بات يعرف بالإرهاب الالكتروني الذي اصبح واقعاً فرضته الاحداث اليومية، التي كانت تقنيات الاتصال الحديثة طرفاً فيها أو ضحية لها في ظل حقيقة أن المجرمين والإرهابيين نجحوا في استثمار فرص تطور التقنية وامكاناتها غير المحدودة، لتوظيفها لخدمة أغراضهم، إلا أن هذا لا يعني أن الظاهرة الإرهابية التقليدية ومحفزاتها اختلفت كثيراً عن الإرهاب في عصر الانترنت فكلا النمطين تحركهما نفس الدوافع ويسعيان لتحقيق ذات الأهداف.

ومن المعلوم من استراتيجيات جماعات العنف والتطرف أنها لا تترك أي وسيلة للوصول الى الجماهير لتبرير وتسويغ العمليات الارهابية، أو الترويج للفكر الذي تتبناه. وفي معظم المواقع يبدو التوظيف العاطفي اقوى من الحجج العقلية وذلك سواء في رسائل اكتساب أنصار جدد، أو تعزيز مواقف المؤيدين والأتباع. ومن الزاوية الإعلامية المجردة نجد أن العمليات الإرهابيّة – حتى قبل الانترنت وثورة الاتصال-عادة ما تحظى بتغطيات إعلاميّة مكثفة، حيث تجد فيها وسائل الإعلام مادة صحفية مثيرة فتتناولها بشكل مركز وفق منطق الحدث الإرهابي، حدث إعلام ولعل هذا ما دعا بعض الخبراء إلى التحذير من أن وسائل الإعلام قد تنحرف -تحت ضغط المنافسة – عن دورها في البناء الاجتماعي، إلى الترويج للإرهابيين الذين يستغلون بمهارة مسألة حرص الإعلاميين على السبق الصحفي، لتمرير أيدلوجية معينة بهدف كسب تعاطف الرأي العام مع قضاياهم.

ولأن وسائل الإعلام التقليدية تعمل تحت سيطرة أنظمة ومؤسسات وتعمل وفق حسابات ومصالح، فقد برزت الانترنت وسيلة حرّة وجماهيرية مغرية للجماعات الإرهابية التي بادرت إلى استغلالها كأفضل قناة مرنة للإعلام والاتصال بالجماهير وفي ظل متغيرات تربوية وثقافية وعدم اشغال فراغ الشباب كانت النتيجة ان ترصدت مجموعات فكرية مختلفة التوجهات المجاميع الشبابية الحائرة و قدّمت لها وجبات فكرية جاهزة تخاطب الغرائز و تستدر العواطف بخطاب غطاؤه ديني برّاق مستغلة الحس الديني البريء لدى الشباب لتضخ فيه الافكار المضللة وتزين لهم الخروج عن المجتمع و الهجرة من الاوطان مستغلة لبعض مظاهر الاحباط السياسي والاقتصادي والاجتماعي في بعض المجتمعات الإسلامية لتوجيه طاقات هؤلاء الشباب الى محاربة مجتمعاتهم وتكفير حكامهم و قتل انفسهم في سبيل ما يعتقدون من أفكار خاطئة والدين منها بريء.

ثقافة العنف والتطرف عبر مواقع التواصل الاجتماعي

سخّرت الجماعات الارهابية الشبكةَ الرقميّة والفضائيات لأغراضها الدعائية، منذ شرع تنظيم القاعدة قبل نحو عقد من الزمن في بث بياناته عبر الانترنت وبعض القنوات التلفزيونية العربية والعالمية، حتى بَرَزَ في السنوات الخمس الاخيرة، نشاط “رقمي” فعّال للجماعات المتطرفة، لتسويق بياناتها وصور فعالياتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما “فيسبوك” و”تويتر”، في سعيها لتعزيز استراتيجية لا تهدف الى نشر ثقافتها المتطرفة والتكفيرية، فحسب، بل الى شن حرب نفسية، للتأثير في الخصوم، والسعي الى استقطاب الشباب، للتطوّع في صفوفها والقتال في البلدان التي تحارب فيها مثل افغانستان والعراق وسوريا واليمن ودول اخري.

وإ وَعَت حكومات الدول لمخاطر هذا الشكل الجديد من تجنيد الارهابيين للقيام بالعمليات الارهابية فقد سعت بالمقابل الى الشروع في حرب رقمية لاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي في دعاية مضادّة تهدف من ورائها الى كسب الحرب على الارهاب عبر رصد فعاليات الجماعات المسلحة ومتابعة تمدّدها ومراقبة أساليب تجنيدها للشباب في صفوفها.

استغلال جاذبية مواقع التواصل الاجتماعي للإرهابيين في الترويج للإرهاب

أولا: أسباب جاذبية مواقع التواصل الاجتماعي للإرهابيين

مواقع التواصل الاجتماعي وسيط ووسيلة جماهيرية تمنح قدرا كبيرا من السرية والخصوصية لمستخدمها ناشرا او متصفحا. وتعود بعض اسباب جاذبيتها للمتطرفين وغيرهم الى بعض خصائصها من حيث:

-قدرتها على تحقيق التواصل الاجتماعي مع الاخرين بكل اللغات والثقافات لمختلف شعوب العالم.

-عدم وجود رقابة على التواصل بين أطراف الاتصال.

-تتميز الاتصالات بالخصوصية.

-إقبال الشباب على هذه الوسيلة بشكل كبير.

-انتشار المواقع الفكرية لرموز الفكر التكفيري وتواصلها بخطاب تحريضي جذاب مع زوارها ومعتنقي هذه الأفكار.

-يعلم المتطرفون الجدد أن رموز الفكر التكفيري لم يعرفوا بشكل جماهيري الا عن طريق المواقع الالكترونية التي روجت لأفكارهم واستقطبت الاتباع.

-تشكل المنتديات الحوارية المتطرفة وقود الصراع الفكري للفكر المتطرف مع خصومه بل ان بعض هذه المواقع يكاد يتجاوز عدد زواره ربع مليون زائر في اجازات نهاية الاسبوع.

-تشكل القوائم البريدية التي يشرف عليها مديرو المواقع الالكترونية حلقة الوصل بين أقطاب الأفكار المضللة والأتباع الذين ينشرون هذا الفكر في دوائرهم الخاصة وهو ما يعزز من تأثيرها.

وفي إطار بعض الدراسات التي اجريت في هذا الخصوص أمكن تمييز ثلاثة مدارس فكرية مهيمنة على الخطاب الفكري الإسلامي لتجنيد الارهابيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على النحو الآتي:

1-الخطاب التقليدي وتنتجه مدرسة فكرية عادة ما تكون تابعة لمؤسسات رسمية أو شبه رسمية أو لشخصيات ورموز فكرية إسلامية ذات خط فكري محافظ. ويمكن ملاحظة حضورها من خلال مواقع ومنتديات إلكترونية تتسم بوجود أطروحات فكرية يغلب عليها الهدوء والتركيز على مسائل التأصيل العقدي والفتاوى ولا تتطرق بشكل واضح إلى بعض الإشكاليات العصرية خاصة تلك التي تتعلق بالقضايا السياسية الشائكة أو ما يختص بالجدل الدائر مع الآخرين من غير المسلمين مع وضوح لغة اقصائية قوية مع المخالفين خاصة من تسميهم هذه المدرسة (بالحزبيين)) من الحركيين من الجماعات الإسلامية.

2-الخطاب الحركي من انتاج بعض المجموعات الفكرية وثلة من المفكرين الإسلاميين الناشطين الذين اتجهوا إلى الإنترنت كوسيلة إعلام متاحة ووجدوا فيها مجالاً للحركة ونشر أفكارهم التي تتميز عادة ببعض الجرأة والكثير من مؤشرات الانخراط في القضايا السياسية وفق منهج توفيقي فيه قدر من التصالح والسياسة غير متضح الملامح مع المخالفين من أصحاب المدارس الفكرية الأخرى. ويلاحظ في حوارات منتسبي هذه المدرسة الاكتفاء بالتلميح – مدحاً أو قدحاً – عند ذكر الأنظمة والرموز السياسية القائمة، مع حرصهم على الحفاظ على كثير من الخطوط الفكرية المشتركة مع علماء المدرسة التقليدية.

3-الخطاب المتشدد وينطبق وصف الخطاب المتشدّد -هنا – على اطروحات مجموعات انتهجت المصادمة الفكرية والعسكرية مع مجتمعاتها وتتضح خصائص منهج المتشددين هنا من خلال مواقعهم ومنتدياتهم وانتاج بعض المدافعين عنهم الذين يتسمون بخطابهم التصادمي الرافض للواقع بلهجة حماسية تعتمد التأثير العاطفي وبعث الحماس والغيرة لدى الشباب – وقد قدمت مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الجماعات خدمة كبرى كونها المنفذ الوحيد للتواصل والاتصالات مع المتعاطفين والأنصار وغيرهم.

وتتميز لغة الخطاب في منتديات ومواقع هذه الجماعات بالحدة والانفعال مع الخصوم وتهيمن على موضوعاتهم لغة انفعالية عاطفية لا تقبل المخالف ولا تحاوره وفق منهج يتسم بالتحدي والإثارة وفي معظم الطرح الفكري لبعض هذه الجماعات يمكن ملاحظة الكثير من مؤشرات السذاجة السياسية وعدم الكفاءة الفكرية في قراءة حقائق الواقع السياسي والعسكري في العالم وتعد هذه الجماعات أنشط مجموعات الشابكة=الإنترنت الإسلامية والاسلاتموية حركة وإنتاجا وتتميز مواقعها بالحيوية والنشاط والتجديد.

ثانيا: الترويج الإلكتروني للتطرف والعنف

على مر التاريخ كانت جماعات ورموز التطرف الديني توظف الوسائل المتاحة لترويج افكارها سواء من خلال الخطب، او الاجتماعات السرية، أو وضع الكتب والمصنفات وتوزيعها على الاتباع. وفي العصر الحديث وظفت ذات الجماعات الوسائل الحديثة فاستخدمت شريط الكاسيت في اوج عصره ثم روجت افكارها عبر افلام الفيديو، وهي اليوم تعتمد على ملفات وخدمات الانترنت و ملفات بصيغ الهواتف المتنقلة بشكل مكثف.وقد رصد باحثون تجاوزات الفكر المتطرف بما قد يوصل الى الترويج للإرهاب أو الإرهاب بذاته من خلال ما يعرف بالإرهاب الإلكتروني الذي يعرف بأنه ” العدوان أو التخويف أو التهديد ماديا أو معنوياً باستخدام الوسائل الإلكترونية الصادر من الدول أو الجماعات والأفراد على الإنسان أو دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق يسند صوته وصور الإفساد في الأرض”

وقد ظهرت خلال العشر السنوات الماضية كيانات افتراضية تحت مسمى مراكز أو مؤسسات اعلامية لا يكلف تأسيسها سوى اعلان banner جذّاب يقود متصفح الانترنت الى موقع أنشأه صاحبه او اصحابه لإعادة بث وترويج المواد والفتاوى التي تحمل فكر الارهاب والتطرف ، وعادة يتميز منشئوا هذه المواقع بالخبرة الفنية في برامج الرسم والفيديو والتصميم بشكل عام ونادرا ما يكون لهؤلاء أطروحات فكرية مؤثرة فهم غالب وقتهم مستقبلون ومرسلون يعملون وسطاء )بريد(  للرموز الفكرية التي تناصر الغلو والتطرف والعنف وتقدم نفسها لمجتمع الانترنت على أنها غيورة على مصالح الأمة بعد أن خان العلماء ، وباع السلاطين أوطانهم وانهم وحدهم شباب الإسلام و الطائفة المنصورة في زمن الهوان وعلى هذا المنحى تتنافس المواقع المتطرفة في البث والانتاج واعادة تقديم الفكر المتطرف على شكل سلاسل صوتية ومصورة أو كتب الكترونية ، وتنشط بشكل خاص في نشر رسائل وخطب رموز الفكر المتشدد وتتميز مجموعات التطرف الالكتروني بالحيوية الفائقة في النشر والتخفي والظهور وقد تبث ما لديها من مواد في مواقع شبابية عامة.

وقد كان واضحا كما نشر في دراسات وتقارير اعلامية عربية وغربية مختلفة أن مجموعات إرهابيّة لم تكتف بالبريد الالكتروني بل وظفت مواقع المنتديات البعيدة عن الشبهة مثل المواقع الرياضية والنسائية والجنسية، لتبادل المعلومات والصور الخاصة بالمواقع المستهدفة. وقد نشرت الصحف العالمية تقارير لخبراء في مكافحة الإرهاب يدّعون فيها أن المشتبه في تنفيذهم لهجمات 11 سبتمبر استخدموا نسخاً متطورة من الحبر السري الإلكتروني، وربما وظفوا تقنيات التشفير لتبادل الرسائل عبر الانترنت لتنسيق الإعداد للهجمات.

مميزات مواقع التواصل الاجتماعي للجماعات الارهابية:

إن مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة للغاية للجماعات الارهابية حيث سيبقي المحتوى الالكتروني هو قضية القضايا نظرا لوضوح تكثيف توظيف الجماعات المتطرفة لتقنيات الانترنت الاتصالية والبرمجية.

ومن جهة التمويل فقد حدثت تحولات واضحة في طريقة تلقي الأموال باستخدام التقنية، اذ تشير التقارير الى وجود مؤشرات لاستخدام نظام M-payment، وبعض خدمات الدفع بالهواتف المحمولة لنقل الأموال إلكترونيًّا، علاوة على إمكانية توظيف امكانات نقل وتخزين الأموال عبر انظمة دفع الكترونية مثل cash U أو e-gold. وهناك دلائل على امكان حدوث بعض هذه العمليات في بعض الدول التي لا يوجد فيها نظام مالي صارم، خاصة في مجال استخدام الهواتف الجوالة التي تبدو أكثر جاذبية لتحويل الأموال وبصورة عامة فقد كانت الإنترنت ذات أثر واضح في تسهيل الحصول على التمويل بالنسبة للإرهابيين، حين وفرت الشبكة وسائل رخيصة وسريعة وأقل خطورة للمرسل والمستقبل.

وهذا الاتجاه لم يكن غائبا عن الوكالات الأمنية في السابق فقد تم رصد العديد من الحالات ، كما حذرت منه ورصدته العديد من المؤسسات المعنية بالشأن الأمني ، وقد ظهر التحذير ايضا في تقارير امريكية أشارت الى أن الجماعات الإرهابية من جميع الطوائف ستعتمد على الإنترنت بصورة متزايدة للحصول على الدعم المالي واللوجستي ، وأشارت أيضًا إلى أن التكنولوجيا والعولمة قد مكنتا الجماعات الصغيرة، ليس فقط من الاتصال ببعضها، ولكن أيضًا توفير الموارد اللازمة للهجمات دون الحاجة إلى تكوين منظمة إرهابية ومن هنا يتضح عدد من الايجابيات التي تقدمها شبكات المعلومات والانترنت لمجموعات التطرف وبخاصة ما يندرج تحت مفهوم العنف والارهاب وهي مما يمكن النظر إليها من خلال مزايا شبكة الانترنت نفسها التي تساعد وتقدم مزايا مذهلة مثل :

-المرونة Flexibility: حيث توفر شبكة المعلومات إمكانية القيام بالترويج والدعوة للعنف وحتى بعض العمليات التخريبية الفنية على / أو بواسطة الانترنت من بعد. Remote Access

-الكلفة Cost: يمكن تنسيق وترتيب شن عمليات إرهابية عبر شبكات الحاسب والانترنت دون ميزانية كبيرة وتحدث خسائر كبرى عند الخصم.

-المخاطرة Jeopardy: لا يحتاج الإرهابي الذي يستخدم الشبكات والانترنت لتعريض نفسه لمخاطر ترصد أمني او حمل متفجرات أو تنفيذ مهمة انتحارية تودي بحياته.

-التخفي Anonymously: الانترنت بشكل خاص غابة مترامية الأطراف ولا تتطلب عملية الإرهاب الإلكتروني وثائق مزورة أو عمليات تنكر فالقناع الإلكتروني والمهارة الفنية كفيلان بإخفاء الأثر حتى عن عين الخبير.

-الدعاية Publicity: تحظى عمليات الإرهاب الإلكتروني اليوم بتغطية إعلامية كبيرة وتقدم بذلك خدمة كبرى للإرهابيين.

-التدريب Training: توفر الشبكة ووسائط المعلومات وسيلة مهمة لتدريب الإرهابيين واعوانهم متجاوزة حدود الزمان والمكان والرقباء.

-الاتصال Communication: تسهل الخدمات الاتصالية التي تقدمها الشابكة= شبكة الانترنت) بريد الكتروني، غرف دردشة، منتديات (الاتصالات المختلفة بين المجموعات الإرهابيّة.

خصائص مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بتجنيد الارهابيين

بطبيعة الحال فان السمات الفنية للمواقع الالكترونية تكاد تتشابه وان كانت تتطور تبعا لتطورات التطبيقات الخاصة بالنشر الالكتروني على الشبكة العالمية، ولكن ما يميز الكثير من المواقع الالكترونية التي تروج للإرهاب وثقافته انها دائمة التجديد وتلاحق الحدث ويعود ذلك الى ايمان العاملين عليها بأنهم في جهاد وانهم يسدون ثغرا ويساندون شباب الجهاد وهذا الاقتناع يبدو واضحا في اللمسات الشخصية في التصميم واختيار العناوين المشحونة بالشجن والدفق العاطفي مثل ذكر “الثواب “و ” الجنة “و ” الحور العين “ونحو ذلك. وبشكل عام يمكن تمييز عدد من السمات المشتركة بين هذه المواقع على النحو الآتي:

الشكل الفني المبدع في التصميم والحرفية الواضحة في تقسيم الموضوعات والصور والمحتويات.

وتوفير خدمات تتجاوز حجب المواقع وترسل بصورة منتظمة للأعضاء وتقدم كل جديد من خلال التواصل المنتظم مع الأعضاء، والتحديث المستمر للمحتوى ومواكبة الأحداث وملامسة رد الفعل الانساني العفوي للمسلم تجاه الشعوب الاسلامية والتعليق عليها وفق وجهة النظر التي يؤمنون بها، واستقطاب كتاب لهم تأثيرهم وعلماء معتبرين لرفع مستوى الثقة في الموقع.

التنسيق بين هذه المواقع لنشر البيانات والخطب والمواد الجديدة التي يقدمها احد قادة التنظيمات أو مفكريه وصناعة نجوم لهذه المنتديات ومؤازرتهم سواء من حيث حجم الردود أو تمييز مواضيعهم عن غيرها وتوفير المواد السمعية والمرئية والكتب وغيرها من المواد لطالبيها بشكل سريع وفي صور فنية محترفة بالإضافة الي تشجيع كتابة المذكرات للذين شاركوا في الجهاد في مناطق العالم الاسلامي مثل أفغانستان والعراق لإلهام الشباب وتحفيزهم للاقتداء بهؤلاء (الشجعان) وكذلك تقديم المعونة الفنية لمساعدة المتصفحين لإخفاء الأثر من خلال مواقع وسيطة او برامج معينة و توزيع الأدوار في إدارة الموقع لأشخاص ذوي مقدرة متميزة وينتمون إلى بلدان مختلفة.

وتقديم مجموعة من الخيارات الثقافية المصاحبة مثل خدمة تحميل الكتب والاستشارات في شئون الأسرة والصحة وغيرها ، ويضاف الي ذلك جاذبية خطاب التحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث أن  للخطاب العنيف ذي الروح السياسية الدينية جاذبية خاصة لأنه يلامس الضعف الانساني حيال المشكلات التي يتعرض لها الانسان في حياته الشخصية او ما يراه في عالم تسوده الصراعات والفتن ، كما أن الأحداث والصراعات العنيفة والمؤلمة ومظاهر التكالب العالمي على موارد العالم العربي والاسلامي تشعل الانفعالات وتثري العواطف ولا يجد مستخدمو الانترنت من الشباب صدى لهذه الانفعالات للتنفيس  في وسائل الاعلام الخاضعة لسياسات ومصالح الدول ، من هنا يظهر الاعلام الالكتروني بالمحتوى البديل على مواقع ومنتديات الشابكة وخاصة المتشددة منها مستفيدة من المتغيرات التالية:

1-سحر وإغراء شاشة الحاسوب التي نشأ الشباب وهي أمامهم تعبر عنهم ويتصلون من خلالها ويطرحون مشكلاتهم وهمومهم على صفحاتها الحرة.

2-قوة استهداف الشباب بالمحتوى الإلكتروني الملائم لسنهم وطموحاتهم.

3-المتاجرة بآلام المحبطين وتقديم الوعود بغد أفضل.

4-اغراء اللغة الحماسيّة الانفعاليّة التي هي جزء من شخصية الشباب.

5-التعبير الفوري العفوي عن الأحداث والتعبير عن المواقف دون حسابات سياسية او دينية.

6-يقدم البديل عن المراجع الفكرية الغائبة أو المغيبة.

7-لا يخضع محتوى الانترنت للرقابة وهو ما يتناسب مع الفئات العمرية المتمردة على كل رقابة.

8-الانفراد بمستخدم الانترنت وعزله عن محيطه الأسري والاجتماعي ضمن مجتمع افتراضي لا مثيل له في الواقع.

ملامح واتجاهات مواقع ثقافة التطرف والعنف تتلخص في:

1-نشر الكتب والفتاوى المتشددة التي تدعو للتطرف ومن ثم العنف والتدمير: ويعود ذلك لتفشي بعض مظاهر الجهل بقواعد الدين ومقاصد الشريعة بين الشباب وغياب المراجع الفكرية القريبة من همومهم فظهرت البدائل من خلال المواقع المتشددة الجاذبة لجماهير الشباب لاعتمادها منهجا حادا متحديا ما عزز تشكيل ثقافة العنف والتحريض على الشبكة. ويلاحظ الراصد انه برغم التحذيرات المبكرة من فتاوى الانترنت إلا أن كثافة الكتب والفتاوى ذات النهج المغالي ما زالت توزع على المواقع والمنتديات وتحظى بالإقبال.

وكان العلماء السعوديون تحديدا قد حذّروا في بدايات تفشي ظاهرة الفتاوى الالكترونية من خطورة ما تحويه مواقع ومنتديات الحوار الالكتروني من شبه وكثرة الأخبار المغلوطة والشائعات المضللة والنهج المركز من الإساءات لعلماء الدين والحكام مع كم كبير من الفتاوى المحرّضة على العنف من أناس لا يملكون الحق في الفتوى. وأجمع عدد من العلماء، على أن التهجم في هذه المواقع على علماء الدين والنيل منهم، يعد من الأعمال المحرمة التي توقع الفجوة وعدم الثقة  بين علماء الدين وفئات المجتمع، خاصة من الشباب.

2-إنشاء مواقع شخصيّة لرموز التطرف بعد تزايد حوادث الإرهاب والعنف الناجمة عن التطرّف تكشفت الكثير من الحقائق الخطرة فيما يختص بتوظيف الانترنت في مجال التحريض على استهداف الشخصيات العامة والعسكريين والأجانب بشكل خاص.

ولا يكاد يُعرف رمز من رموز التطرف إلا وله موقع أو أكثر سواء تلك التي ينشرها هؤلاء الرموز بأنفسهم أو ينشرها أنصارهم.

واشتهر بعض شيوخ الشابكة (internet) من خلال رسائلهم المتشددة وفتاواهم المنتشرة على أكثر من موقع لتلاميذهم ومريديهم.

1-تمجيد وتبني فكر رموز الفكر المتطرف: على ضفة أخرى من الشبكة توجد مواقع وشخصيات محسوبة على الفكر الإسلامي تثني بشكل حذر على بعض الشخصيات المتطرفة وتعاتبها بشكل محدود وفي جزئيات لا تتضح معالمها في حين نجدها تتفق معها في الرؤية وتخالفها أحيانا في الأسلوب في خطاب مراوغ خاصة في سنوات المد المتشدد الأولى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حتى نهاية عام 2006 ثم بدأت تظهر أصوات جريئة تحت ضغط الخوف من تهم التحريض تارة وتارة أخرى بسبب الاستفادة من التحولات السياسية والاجتماعية.

2-توثيق العمليات الإرهابية وتمجيد مرتكبيها: كانت الانترنت وسيلة الوسائل للمنظمات المتطرفة توثق وتبث عملياتها على مختلف الصيغ) نصوص+صور+أفلام (وعلى صفحات الشبكة يكفي أن يحدث حدث ارهابي بتنظيم جماعات العنف لتجد وثائق الحدث وصوره وبيانات مرتكبيه أو منظميه على عشرات الروابط والمواقع المتشددة في نفس اليوم وذلك من خلال

-السباب وسوء الأدب مع المخالف حتى لو كان المستهدف مفتيا للدولة والمجتمع.

-الاهتمام بترويج صورة البطل: الشهرة والخلود والضجيج والدعوة بغير الحسنى.

-تبرير القتل والتفجير والعدوان.

-تعليم الأعضاء وسائل التخفي ومسح الأثر عن عيون الأمن.

-النشاط الإعلامي المكثف على قناة اليوتيوب.

-توظيف مرئي=فيديو الشابكة للتدريب واظهار القوة.

-توفير برامج الاختراق وسرقة واختراق الأجهزة.

التوصيات

-أن ما ينتهجه اعضاء تلك الجماعات المتطرفة ليس بجديد ولكن يجب في ظل الفهم الحالي للتأثير الكبير للرسالة الاعلامية التي يتم ترويجها على مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي وضع استراتيجية موحدة ومحكمة لمواجهه هذه الجماعات المتطرفة التي تقوم بتجنيد الارهابيين من خلال اقناعهم بالفكر الارهابي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الترويج للفكر الوسطي المعتدل وبيان ضلال هذه الافكار وانها ليست من صحيح الدين بالإضافة للدور الامني في هذا الاطار من تتبع هذه المواقع ورصد ما يدور فيها والتنسيق مع المجتمع الدولي لضبط العناصر التي تقوم بنشر الفكر الارهابي ومنهج العنف ضد البني التحتية لamm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024