الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ثوري فتح .. الاستثناء الدائم في سجل الكفاح الوطني الفلسطيني

نشر بتاريخ: 2021-06-23 الساعة: 10:49

موفق مطر  

لدينا هبة شعبية من عكا حتى غزة في مدن الساحل ، ومن الجليل حتى النقب ، ومن جنين حتى الخليل ومابينهما وفي القدس مركز أرض الوطن المقدسة فلسطين . 

 لدينا صمود الفلسطينيين المقدسيين الاسطوري في حي الشيخ جراح وبطن الهوا في سلوان  والخان الأحمر ، و المقاومة الشعبية في بيتا وكفر قدوم ونعلين ولفتا وشعفاط و ولدينا الشباب الأبطال حراس الجبل  لمنع استقرار وتمدد وحتى وجود وحوش الاستيطان والاستعمار الاحتلالي العنصري الارهابي  في أرضنا  

لدينا مساندة شعبية ورسمية عالمية من احرار العالم ومن عمقنا الاستراتيجي  العربي الحقيقي  ، ولدينا اختراقات جماهير عربية لحدود  بلادها  لإيصال صرخة من القلب الى شعب فلسطين " نحن معكم " . 

لدينا ركائز وقواعد الانطلاقة الثالثة لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ، جماهير الشباب من الجنسين  الذين اثبتوا قدرتهم على حفظ امانة حمل شعلة الثورة  والاستمرار بها حتى النصر والحرية والاستقلال . 

لدينا الرئيس وقائد حركة تحرر الوطنية الفلسطينية محمود عباس  ابو مازن ، أيوب وحكيم زمانه ، شجاع صابر صامد عقلاني  ، منح الواقعية السياسية تعريفا جديدا بمعنى ثبات دونه الاستشهاد  للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني  المشروعة ، اتخذ الوحدة الوطنية عقيدة سياسية ، ورفع لواءها على ذروة جبل القرار الوطني  الفلسطيني المستقل العصي على المتسلقين مهما بلغت مهارتهم في استخدام واستغلال قضية الشعب الفلسطيني العادلة لتقوية مناطق نفوذهم وتعزيز شروطهم لتقاسم عمقنا الاستراتيجي العربي  لتجريدنا منه بالسيطرة المباشرة أو التطبيع . 

 لدينا قواعد جماهيرية وتنظيمية تغلي في عروقها دماء الانتماء الوطني  والالتزام بالثوابت ، تحتاج لعقل تنظيمي يؤطرها ويبين لها الدروب الصحيحة  حيث الأدوات والأساليب  المشروعة في المقاومة  في هذا الظرف الدقيق  ، دروب صعبة فيها الجواجز والعقبات والعراقيل  والالتواءات  والنتوءات لكن ضوء الحرية في نهاياتها . 

لدينا كل ما تقدم وأكثر ، لدينا محرك العقل والفكر والعقيدة ، لدينا جوهر الزمان والمكان والتاريخ  الذي يهمنا من كل الأرض و ماعليها ،  لدينا القدس ( مدينة الله ) و ( مدينة السلام )  عاصمتنا ، ورمز فلسطينيتنا ووطنيتنا ، ومعيار الانتماء ، لدينا  كنيسة القيامة والمسجد الأقصى ومفاتيحهما والصدور القادرة على حمايتهما  وحفظ أمانة السماء وشعوب الأرض  المعنية بالسلام على أرضها ورؤية علم فلسطين مرفرفا في فضاءاتها ،  لذا فإن  دورة المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني  فتح استثنائية .  

كانت فتح وستبقى استثنائية في كتاب الكفاح الوطني الفلسطيني ، فالعمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية لا يصاب بانزلاق الفقرات ، ولا أمراض القعود  والعجز عن الحركة ، فهنا لا مجال للشيخوخة ، فالثوري مصنع أفكار ومواقف ورؤى وتصورات وبرامج وخطط  وطنية شاملة ، مرفوعة على هيكل تنظيم تحرري وطني لا مجال ايضا  لترهله ، فالصراع الوجودي مازال في ذروته مع المشروع الصهيوني ألاحتلالي الاستعماري الارهابي  العنصري . 

قوة  تنظيم الحركة وصلابته وتماسكه ، والتزامه ببرامج النضال الوطني  رافعة بلا حدود للمشروع الوطني ، وإطار حامي للقرار الوطني الفلسطيني  المستقل  غير قابل للاختراق  ولا من اي قوة في العالم ،  فهذا الاطار القيادي بالذات  يتابعه الوطنيون في فلسطين والأشقاء العرب  الذين يعتبرون انفسهم في خندق فلسطين وكذلك الأصدقاء المؤمنون بحتمية انتصار فلسطين  ، ويتطلعون لقراءة وتلمس مخرجات اجتماعاته مجسدة على  أرض الواقع  ، أما المحتل والإرهابي المستوطن الاسرائيلي الذي تأصلت فيه العدائية لهويتنا الوطنية الفلسطينية وقيم تحررنا وحريتنا واستقلالنا ، ويعمل على انهاء وجودنا ا مستعينا بأدوات محلية وأخرى اقليمية تحت مسميات خادعة فإنه لا يأمل برؤية فتح منكسرة متشرذمة وحسب ، بل يكرس كل اركانه الاستخباراتية  وبكل اسلحته المدمرة  ماديا ونفسيا  لتحقيق هذا الهدف ليس من امس بل منذ انطلاقة هذه الحركة ( الثورة ) قبل 56 عاما . 

أمام الثوري مقترحات لبرامج عمل  وآليات تنفيذ مباشرة لا تحتاج إلا لإقرارها  ، فالوقت لا يحتمل رفاهية التنظير  والاستظهار الكلامي  والادعاءات  والفهلوة السياسية ، فالسفسطائيون لا مكان لهم  في هذا الاطار ،  سقطوا ويسقطون تباعا ، فمؤشر مخطط تهويد القدس ومقدساتها يرتفع ، وتوسع الاستيطان  المتزامن مع  وتيرة عالية  جرائم الحرب وضد الانسانية التي يرتكبها جيش منظومة الحرب والعدوان الاسرائيلي  لا تمهل أحدا  ، وفي هذه اللحظة بالذات  يأت دور ثوري حركة التحرر الوطنية  لوضع نقاط على حروف برنامج نضالي جديد يأخذ في الاعتبار كل ما لدينا في هذه المرحلة ، وما سيكون ايضا في المرحلة التالية ، برنامج يريد الجمهور الفلسطيني عموما والحركي خصوصا لمس تفاصيله على أراض ميادين المواجهة مع المحتلين والمستعمرين الارهابيين وفي النضال السياسي والدبلوماسي ، وفي تفعيل العمق الاستراتيجي العربي ، ووحدة وطنية ميدانية  منظمة منضبطة ، فتدخل  المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية في قاموس السياسة  الحديث كتعريف حديث كما دخلت الانتفاضة من قبلها  . 

 وللموضوع بقية  

 

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024