المناضل اللواء الشهيد / برهان نهاد الحاج إبراهيم جرار

بقلم ـ عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل/ برهان نهاد الحاج إبراهيم جرار (رشاد الكاسر) مواليد مدينة الخليل بتاريخ 29/12/ 1946م، تنقل منذ الصغر في جميع مدن الضفة وذلك لعمل والده رحمه الله في الجمارك حيث عمل في كل من مدينة جنين وطولكرم والخليل وقبلها في الزيب وحيفا وطبريا.

أنهى دراسته الأساسية والإعدادية وحصل على الثانوية العامة من مدرسة الهاشمية في مدينة البيرة، وكان ناشطاً في العمل الوطني منذ أيام دراسته، وكان كابتن فريق كرة السلة، ومن ثم التحق بمعهد خضوري بطولكرم حيث حصل على دبلوم زراعة وربطته صداقة وطيدة مع القائد إحسان سمارة (أبو القاسم) والذي كان مدرساً في المعهد، وشارك في مظاهرات عام 1963م.

تفرغ للعمل العسكري في قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح، بعد هزيمة حزيران عام 1967م، والتحق بكلية شرشال العسكرية بالجزائر عام 1968م، وحصل على دورة صاعقة، وفي عام 1969م، حصل على دورة ضباط ملاحظة مدفعية في مصر (حلمية الزيتون).

عُين نهاية عام 1969م، قائداً لمعسكر اللواء التابع للرصد الثوري، وعمل بالقطاع الشمالي وكذلك في قطاع الجولان، حيث كان من الفدائيين المشهود لهم بالعمل المستمر، وكان سباقاً للقيام بالأعمال الفدائية داخل الأراضي المحتلة، كانت تربطه علاقة وثيقة مع الشهيد القائد/ أبو علي إياد.

عمل المناضل/ رشاد الكاسر ملحقاً عسكرياً في الجزائر عام 1972م، وعُين عام 1973م، قائداً لقطاع الساحل باللاذقية حتى عام 1974م، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973م.

ذهب في منحة دراسية إلى موسكو حيث درس الهندسة الميكانيكية (إنتاج صناعي) وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة، عاد بعدها إلى لبنان صيف عام 1980م، وعُين بقرار من الأخ القائد العام/ ياسر عرفات قائداً لمشاغل الآليات الثقيلة (الدبابات) أعوام 1980 – 1982م، وسافر مع الأخ/ أبو عمار إلى إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية.

خلال اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982م، كان المناضل/ رشاد الكاسر في الجنوب اللبناني، حيث ألقي القبض عليه من قبل حزب الكتائب اللبناني، ووضع في معتقلاتهم مدة 4 أشهر لم يعترف خلال التحقيق معه، وأنكر أي صلة بأي شيء، وبعد 4 أشهر تمكن من الهرب بمساعدة أحد الأخوة وعاد إلى سوريا ومكث فيها حتى عام 1984م، وخلال فترة الانشقاق كُلف من قبل القيادة بالإشراف على الساحة السورية.

عاد المناضل/ رشاد الكاسر إلى الأردن خلال انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في عمان نهاية عام 1984م، حيث عُين عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني، عمل بعد ذلك مع الشهيد القائد/ خليل الوزير في القطاع الغربي.

انتُخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الخامس الذي عُقد في تونس عام 1989م، وعُين عام 1992م، قائداً لقوات ال (17).

عاد إلى أرض الوطن عام 1995م، حيث رفض العودة في البداية وبقي في الساحة الأردنية لأكثر من عام.

انتُخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني الأول الذي عُقد في الوطن عن محافظة جنين عام 1996م، وكان عضواً في لجنة الرقابة وحقوق الإنسان حتى عام 2004م، وفي لجنة الأمن والداخلية ولجنة الُحكم المحلي حتى عام 2006م، وعضواً في لجنة التعليم والشؤون الاجتماعية في المجلس التشريعي. وانتُخب عضواً في المجلس الاستشاري في جامعة القدس المفتوحة منذ أواخر التسعينات.

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة الموافق 3/2/2017م، وذلك أثناء تأديته صلاة الفجر يوم الجمعة بالمسجد في مدينة جنين. وشيّع جثمانه الطاهر بعد صلاة الظهر من المسجد الكبير في جنين إلى المقبرة الغربية بالمدينة، حيث شيّع في جنازة عسكرية مهيبة شارك فيها أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح وقادة الأجهزة الأمنية ورفاق الفقيد وجمهور من الأهل والأصدقاء.

اللواء المهندس/ برهان جرار متزوج من الدكتورة سوسن عبدة راغب، وأنجبا (رشاد: الذي سُمي على اسمه الحركي، إحسان: والذي ولد ليلة وفاة القائد إحسان سمارة (أبو القاسم) وتيمناً بهذا القائد سُمي ابنه الثاني، والثالث أحمد، والرابع محمد، والخامس إيهاب) جعلهم من الذرية الصالحة لوالدتهم.

كان أبو رشاد رفيق درب وأخا وصديقا صدوقا، رجل المهمات الصعبة، وصاحب البصمات والأيادي البيضاء في تقديم كل مساعدة، وصاحب تاريخ مشرف.

لقد انطلق فارسنا برهان من ميثلون جنين وها هو يعود إليها لتحتضنه أرضها بحبها ودفئها في ترابها الغالي.

وقد نعت حركة فتح ابنها المناضل الوطني الكبير/ برهان جرار (رشاد الكاسر) وقالت الحركة في نعيها انها خسرت كادراً متقدماً أفنى عمره في خدمة حركة فتح والمشروع الوطني الفلسطيني.

رحم الله شهداءنا وأسكنهم فسيح جناته، إنا لله وإنا إليه راجعون.