الرئيسة/  مقالات وتحليلات

للتأكيد وحسب./ رئيس تحرير الحياة الجديدة

نشر بتاريخ: 2021-01-14 الساعة: 09:45

.
ما يحدث في الولايات المتحدة اليوم غير مسبوق بالمرة، حتى إذا احتسبنا وضع هذه القارة، قبيل اندلاع الحرب الأهلية الأميركية التي اشتعل فتيلها عام 1861 من القرن التاسع عشر..!!! تقارير الأنباء الواردة من واشنطن تتحدث عن "مجموعات مسلحة" هي في الواقع عبارة عن مليشيا شكلتها السياسات العنصرية للرئيس الأميركي المنتهية ولايته "دونالد ترامب" وأن هذه المجموعات/ المليشيا ستحاول القيام باحتجاجات مسلحة (..!!) أمام الكابيتول في العاصمة واشنطن، وأمام المباني الحكومية في خمسين ولاية أميركية، في حال حاول الكونغرس الأميركي عزل الرئيس المنتهية ولايته بموجب التعديل الخامس والعشرين في الدستور الأميركي.

تقارير الأنباء التي نقلتها "رويترز" وقناة ABC الأميركية، استندت إلى تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي، التي حذرت من هذه المظاهرات المسلحة، ما يعني أن الولايات المتحدة باتت اليوم فعلا على صفيح ساخن، وإذا ما انفلتت أعمال المليشيا، فإنها ستكون أمام وضع يصعب تصوره في اللحظة الراهنة، لكن هذا الوضع، وبالقطع، لن يكون هو وضع الحرب الأهلية، ولا بأي حال من الأحوال، ولهذه المسألة حديث آخر، ورؤية أخرى، توضح استحالة الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأميركية.

لا نتمنى لأية أمة، ولا لأية دولة في هذا العالم، أن تشهد انفلاتا في أعمال المليشيا المسلحة لديها، إذ لا يقود هذا الانفلات في المحصلة إلا لتدمير حياة الأمن، والاستقرار، والتماسك، للدولة والشعب معا..!!

لم تكن الولايات المتحدة أمام وضع من هذا النوع قبل أربع سنوات، عنصرية "ترامب" وسياساته، التي ضربت أبسط القيم الأخلاقية، والقانونية، في تعاملاتها وعلاقاتها الداخلية، والخارجية معا، هي من يجعل الولايات المتحدة اليوم في مواجهة هذا الوضع الذي يطرح عليها حتى لو لم تفلت وتتلفت أعمال المليشيا، سؤال المصير لديمقراطيتها قبل كل شيء ..!!

لسنا هنا لنتدخل في الشؤون الداخليه الأميركية، لكن بقدر ما نتطلع لعلاقات أميركية فلسطينية متوازنة ومنتجة للمصالح المشتركة، خاصة في خدمة قضية السلام العادل، الذي نناضل من أجله، فإننا نريد التأكيد وحسب، للإدارة الديمقراطية، على خطل وخطيئة ما ارتكب الرئيس المنتهية ولايته بحق القضية الفلسطينية، وعبثية محاولاته تصفيتها عبر ما أطلق عيه "صفقة القرن"، وأن تكون معرفة هذه الحقيقة أساسا للعلاقات التي نتطلع لها مع الولايات المتحدة، ولنستعيد الثقة بدورها في دعم نزيه لحل الدولتين، لتسوية تاريخية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهذا ما يحقق أجدى المصالح، وأعدلها، وأكثرها مشروعية للولايات المتحدة،  ولكل أطراف الصراع في هذه المنطقة.

رئيس التحرير

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024