الرئيسة/  مقالات وتحليلات

الشهيد المناضل / رفيق عبد الله إسماعيل الهشيم

نشر بتاريخ: 2021-01-13 الساعة: 08:41

الذاكرة الوفية- عيسى عبد الحفيظ

الشهيد المناضل/ رفيق عبد الله إسماعيل الهشيم (د. عمر محمد) من مواليد مدينة المجدل عام 1945م، وما كاد يبلغ من العمر الثالثة حتى حلت نكبة عام 1948م، بالشعب الفلسطيني الذي تم طرده وتهجيره من مدنه وقراه قسراً حيث توجهت الأسرة إلى قطاع غزة واستقر بهم المطاف في حي الشجاعية ومن ثم انتقلت الأسرة إلى مخيم جباليا شمال قطاع غزة.

 

أنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث بمخيم جباليا، والمرحلة الثانوية من مدرسة يافا الثانوية بمدينة غزة.

 

حصل الطالب/ رفيق الهشيم على معدل أهله للدراسة في جامعة القاهرة كلية الزراعة، لكن طموحه كان أكبر من ذلك فعقد العزم على دراسة الثانوية العامة مرة أخرى حتى حصل على نسبة مئوية حققت له طموحه بالالتحاق بجامعة الإسكندرية (كلية الصيدلة والكيمياء الصيدلانية) وخلال دراسته الجامعية التحق بتنظيم حركة فتح بالإسكندرية. تخرج عام 1969م، ليرتبط بزوجته الوفية ويرزق منها بثلاثة أبناء وابنتين.

 

التحق للعمل في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ليمارس عمله بالأردن في منطقة الكرك وبعدها انتقل للعمل في الساحة السورية.

 

كُلف الدكتور/ عمر الهشيم بالتواصل مع الأصدقاء في مجموعة الدول الاشتراكية آنذاك وبعض الدول الأوروبية والعربية، حيث كان يُمثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني واتحاد الأطباء والصيادلة في عدة مؤتمرات للحصول على الدعم اللازم لتغطية احتياجات أبناء شعبنا الفلسطيني وثورتنا من الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية.

 

كان يقوم بواجبه الوطني والطبي في تقديم الدعم اللوجستي الطبي الضروري والحيوي للساحة اللبنانية انطلاقاً من سوريا ليلبي احتياجات ثورتنا في الظروف الصعبة والخطيرة أثناء وخلال الاجتياحات الإسرائيلية للأراضي اللبنانية، حيث كان يُشرف بنفسه على مجريات العمل الميداني في تلك المناطق الساخنة معرضاً نفسه للمخاطر، فكان يُسخر قدراته الشخصية وشبكة علاقاته في تنفيذ الكثير من المهمات الصعبة والخطيرة.

 

كان الدكتور/ عمر الهشيم يتبنى شعاراً إنسانياً أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وجدت لتخدم جميع شرائح المجتمع دون تمييز ولا يعترف بالطائفية الدينية حتى في علاج الجرحى والأسرى، كما يشهد له احتضانه أعداداً من الطلبة الفلسطينيين في المهجر ومساعدتهم لتكملة مسيرتهم التعليمية بإلحاقهم بالجامعات في عدة تخصصات وفي عدة دول.

 

تقلد الدكتور/ عمر الهشيم عدة مناصب منذ أن تفرغ في الهلال الأحمر الفلسطيني لوطنيته الصادقة ونزاهته وأمانته وتفانيه في خدمة الثورة والشعب منها كما يلي:-

 

1 - من عام 1969م - حتى منتصف عام 1970م، عيادات الهلال الأحمر الفلسطيني في قرى جنوب الأردن وعمان.

 

2 -  من عام 1970 - حتى 1973م، عيادات الهلال الأحمر الفلسطيني منطقة درعا وقراها الحارة وداعل والشجرة وتل شهاب.

 

3 - من عام 1973م - حتى عام 1974م، أوفد إلى أوغندا مدينة امبالي (مستشفى أمبالي).

 

4 - من عام 1974م - حتى عام 1975م، عيادات الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة عين تُرما أحد ضواحي مدينة دمشق.

 

5 - شغل منصب عضو مكتب تنفيذي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ عام 1977م.

 

6 - من عام 1975م - حتى عام 1994م، عمل مسؤولا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في سوريا، وفي عام 1982م ضمت منطقة البقاع وطرابلس اللبنانيتين لتكون ضمن مسؤوليته.

 

7 - من عام 1984م - حتى عام 1994م، مدير الخدمات الطبية في الهلال الأحمر الفلسطيني في سوريا.

 

8 - من عام 1976م - وحتى عام 1994م، شغل منصب رئيس اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في سوريا.

 

في عام 1994م، عاد الدكتور/ رفيق الهشيم إلى أرض الوطن بعد عودة قيادة المنظمة، وعُين بقرار من الشهيد الرئيس/ ياسر عرفات مديراً عاماً في وزارة الصحة حقق خلالها إنجازات كبيرة للوزارة.

 

بقى في عمله هذا حتى توفاه الله بتاريخ 1/6/1997م، لتبقى سيرته ومسيرته مضاءة بأحرف من نور، وخلال مسيرته الطويلة كان حبه وانتماؤه لوطنه ولثورته كبيرا حيث كان عاشقاً لها.

 

كان دائماً يحلم برؤية الوطن حراً سيداً، حيث ظل يحمل هموم هذا الوطن ردحاً من الزمن.

 

في عام 2000م، تم تكريمه بإطلاق اسمه على الدورة العسكرية لكوادر الخدمات الطبية.

 

الدكتور/ عمر الهشيم كان يتمتع بأخلاق عالية في التعامل محب للجميع لم يتأخر عن تقديم ومد يد العون لأي محتاج.

 

رحم الله شهداءنا وأسكهم فسيح جنانه، وإنا لله وإنا إليه راجعون

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024