الرئيسة/  مقالات وتحليلات

قتل " ابو عليا " وإحراق "الجثمانية ".. ارهاب دولة منظم

نشر بتاريخ: 2020-12-06 الساعة: 09:29

 موفق مطر  

يضج وزير حرب جيش منظومة الاحتلال بيني غانتس الفضاء الاعلامي بدعوة للقيادة الفلسطينية للعودة الى طاولة المفاوضات ، فيما ضباط وجنود جيشه يقتلون اطفالنا وفتياننا بالرصاص الحي ، ويهنئون جنديا على دقة اصابته لساق شاب بعيد عنهم لم يكن بوضع مواجهة مباشرة ولا يشكل ادنى خطر عليهم في كفر قدوم . 

 على الجنرال ( بيني غانتس ) رئيس الأركان السابق ورئيس حزب ازرق ابيض حاليا الاقرار بأن جنود وضباط جيشه يرتكبون جرائم حرب حسب معايير القانون الدولي ، وان جنوده ادوات لدى حكومة اسرائيلية ارهابية متطرفة هو شريك رئيس فيها قبل أن يوجه دعوته للمفاوضات ، فهذه الدعوة التي لن تستجيب لها القيادة الفلسطينية، ليس لأنها بلا مضمون ومرجعيات محددة وحسب بل لأن رصاص جنوده منفذي الجرائم الدموية بحق المواطنين الفلسطينيين قد كشف زيفها ، في أحدث جريمة ارتكبوها في بلدة ( المغير ) شمال مدينة رام الله ، بإطلاق الرصاص الحي على الطفل (علي ابو عليا)  ذو الثلاثة عشر ربيعا ، ولأن دعوته  متعارضة اصلا مع شراكة جيشه مع جيش دويلة المستوطنين الارهابيين في جرائم قتل واغتصاب أراضي المواطنين والاستيلاء عليها بقوة السلاح وبضغط ارهاب مدعوم من حكومته . 

ليست جريمة قتل الطفل أبو عليا ألأولى ، فالسجلات الخاصة بالشهداء في فلسطين حافلة بأسماء من الجنسين ومن مختلف الأعمار لم يوفر المجرمون- الجيش والمستوطنون -  وسيلة أو اداة إلا واستخدموها ابتداء من حرق اطفالنا احياء ودهسهم على الطرقات أو بتسميم مياه مدارسهم وصولا الى عمليات تفجير الأدمغة  والقلوب برصاص متفجر يتشظى في أجساد اطفالنا ، الذين تدفعهم مشاعرهم و أحساسيهم الى المشاركة في فعاليات شعبية ضد الاحتلال والمستوطنين – رغم حرص الكبار على منعهم حرصا على حيواتهم - فظلم المحتلين والمستعمرين وجرائمهم بحق احبابهم وأبناء عائلاتهم وأقاربهم وأبناء بلداتهم تبث فيهم الشعور بالمسئولية كشباب ورجال حتى لو كانوا في الواقع اطفالا أو فتيان . 

لا يمكن احتساب جرائم جنود جيش الاحتلال كأخطاء فردية، ويجب ألا تنطلي علينا مثل هذه الادعاءات حتى لو عقدت مئة محكمة عسكرية ، فالجندي يدرك ما يفعله ، فهو ينفذ أوامر قيادات عسكرية عليا ، تنفذ ايضا أوامر قيادة اركان تأتيها توجهات حكومة تعتمد الارهاب وسفك الدماء الانسانية منهجا وسبيلا لقهر وإخضاع  الآخرين لإثبات الذات ، ويعتقد اعضاؤها أن وجود منظومتهم مرهون بإيصال المواطن الفلسطيني عموما والشجاع خصوصا الى قناعة بأنه في دائرة الموت حتما حتى لو تحرك هنا أو هناك  وظن أنه في أمان ، فقتل الفلسطيني أو اصابته بقصد الاعاقة الدائمة ، ومنعه من تنظيم حياته وحاضره ومستقبله على ارضه ، وتدمير ما ينجزه أو ما يفكر بانجازه يعتبر تعميما توجيهيا تعبويا تحقن ملخصاته في شرايين جنود وضباط جيش الحرب في اسرائيل ، جيش ومستعمرون سيحكم ضمير العالم في يوم ما على قادته أنهم المتمردون الخارجون على قوانين وعهود ومفاهيم وأعراف ومواثيق امة الانسان في الصراعات والحروب ، فهؤلاء رغم امتلاكهم احدث التقنيات العسكرية التي تمكن العسكري من تمييز هدفه بدقة ووضوح إلا أنهم مازالوا يقتلون بعقلية الآدمي البدائي . 

الجندي الاسرائيلي الذي اطلق الرصاص على الطفل أبو عليا والمتطرف الارهابي الداعشي اليهودي الذي حاول احراق الكنيسة الجثمانية في القدس خرجا من معامل ارهاب منظم تحرص حكومة منظومة الاحتلال والاستعمار العنصري المسماة ( دولة اسرائيل ) على تقوية مناعته وتمكينه من التمدد والانتشار والقدرة على الانفلات من مضادات القانون الدولي، فهنا في هذا الكيان الذي يرأس حكومته شخص متهم بافتعال حرب اهلية لضمان بقائه في الحكم وإطالة أمد تهربه من المثول امام القضاء ، لن يمنعه أحد في العالم عن الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني مادام قادرا على التملص والهروب من المثول أمام محاكم وإرادة الشرعية الدولية ، التي سيصيبها من العار ما يكفي لطمس كل ايجابياتها اذا استمرت بإتباع اسلوب لا أرى لا أسمع ، أما المنظمات الحقوقية  الدولية فنخشى أنها تقف عاجزة عندما يتعلق الأمر بروح ودماء وبيت وأرض وحرية  وحقوق وممتلكات الانسان الفلسطيني . 

 

m.a

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024